الاثنين، 4 فبراير 2013

فيمَ الهوى

 



         يَا مَن صبا بغادةٍ وتُيِّما ... ويَدّعي اللَيلَ طويلا مَوسِمــــا   



   يَحبو على أشواقهِ مُتَّقيا  ...أن يخدشَ الحبيبَ عطرٌ نسّما   

     يسهو بيومهِ على قصيدةٍ ...معسولةٍ يَرسِمُ فيها الكَلِما    

        مَــا عَرَّف الهوى هوى فتاته   ...وإن خلا الدينَ لها أو أسلما    

     فكم خليلٍ يُرتجى وصالُه ... وفي القلوبِ حُبَّهُ صَار دما  

       لو نطقَ الزهَّادُ في حضرَتِه  ...ودُّوا الحياةَ مطلبــا ومغنَمــــــا

        حبّ العذارى زاهدٌ بحسنِه ...ضاقَ الغرامَ في المدى وإن سَما  

           فــــبعد عشقِهنّ عشقٌ هائمٌ ...يصعد في خط الهيام سلَّمـــــا        

          فأمنــُـا مثل ربيعٍ دائمٍ ... خضراءُ في العمرِ وإن تقدَّمـــــا   



    تزرعُنا رهائنا في قلبِها .....يزهُو محَّياها لنا مبتسِما    

  فليلُها الغطاءُ لفَّ حولَنا.... نهارُها ظلٌ رخا وأنْعما

    في حبِها حبُ العذارى هالكٌ ....يزهقه ولاؤه مستسلما


     أم والدٌ حياته رسالةٌ ...  خَطَّ  بها فضائلا وعلّما

          قوّتُه من حفظنا نابعة ......  من الحنانِ حرصه تقدما     


كنخلةٍ نعيشُ في أفيائِها ....وما وعينا حرَّها المسقّـِما

كشمعةٍ تنيرُ عَتْمَ  دربِنا .....نشأتُنا حكمٌ بها أن تُظلما

ياغيمةً تحضُننا من فوقِنا .....مدركها مطلعا الى السما

فيكَ الحِسان حبهم مستترٌ.... تحجبه الظهورَ والتكلما



أم خالقٌ تفرَّدت صفاتُه ...أعطى الجمالَ سره وعظَّما

رحمته قد سابقت عقابه.... أنعُمَه فيها بلغنا الأنجُما

أنشأنا عباده نموذجا .....رقيُّه في عقله وكرَّما

فحبُّنا بقيَّةٌ من حبِّهِ ..... على الذي أبهرنا تقسّما



وكُّل ما وصف الجميلِ وصفُه ....عبدٌ له منطفئا وسلَّما


صِف زرقةَ البحرِ لنا معزوفةً... أم الربيعَ نكهةً ومرسما


صِف رونقَ الليلِ الذي جمله...  سراجه مرتفعا متمَّما

أو روضة قد أيعنت لذاتها ....مسرةً للعين أو ملتهما

أم بلبلا مغنيا  أم نحلة ....تجني من الزهرِاللذيذَ  البلسما




إن سَعدت جَنب الهوى نُفوُسكم ... ستسموَ النفسُ بما تقدَّما

لو نَطقت قلوبُنا عن سِحرِها....  فلن يُعاودُ الفتى ما زَعَما

تسألُه الأكوان من أطيابِها  ..... أسئَلهُ وعهدُنا قد حَكَما

يا من يباري في الهوى فيمَ الهوى... فلو يقولُ مغرمي ما أقسما



كتبهابلال الجميلي ، في 21 تشرين الأول 2012 الساعة: 22:11 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق