الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

شايٌ بارد


على طرَفِ خيالي تتدحرج الرؤى، يسألني وأسأله كأنَّنا على طاولة مقهى في حيٍّ باردٍ ، إذا كانت أمنياتُ العام الماضي ما تزال في ذات الملفِّ، حينَ تَذكَّرتُ ما عليَّ فعله نسيت في أيِّ عام أنا، ومن أيِّ بابٍ دَخلتُ دِهليز ما يَحدثُ الآن، سأجمعُ كلَّ مدَّخرات الرُّوح من خَيباتٍ و أمراضٍ وبعض بسَمات القناعِ الأبيض، أحتاج الشيء القليل كي أوفي بوعدي للأمل ،حَملتُ الدّورقَ، شَربتُ نَخب الغَيمِ الآتي ،أعرف إنَّه قادمٌ أو هكذا أعتقد، لديَّ لهذا اليوم تَذكرة ،... أتعرقُ ثانية من بحثِ جُيوبِي ، أينَ أضَعتُ منديلي الصَّغير؟ لم أرَهُ منذ أن داهمتنا نِهاية الشَّهر ، هل سَئِمَ العِناق مَجَّانا وعينايَ تتراقصان على وقعِ طبولِ الهَرَب، قد أُشِهرُ رغبتي بالبكاء الدافئ على وجنِة الحكاية ،تؤرقنا جلسةُ المونولوج، سَتهبُّ الرّيح وتُوقظُ اللّيل، سَهرتنا لن تَطولَ أكثر ، القمر على موعد أخر في الغد.
سأنهي النقاش .

بلال الجميلي /بغداد 2016

الأحد، 13 نوفمبر 2016

من آل عمران



من آل عمران:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قيامةٌ ..
وَقفت الأرضُ على أصَابع القدم .
وأنت..
خَمشٌ على بَطنِ عذراء،
 أيُّ بيانٍ خلفَ عينيك!
 يَشجب الحَبلَ على مَنصَّة العدالة.
 بعيدا..
 يبحثُ بَصركَ في المدينة.
 وَحيُكَ صَغيرُ
 ابنُ سماءٍ قريبةٍ،
 حَافيا.. يَحبو بِلا أجنِحةٍ
 اختبأ نُور النَّهارِ تَحت مَدفن الشفق ،
مستترا خلفَ أميال السّهوب .
 من لوَّحَ لطائرِ الأمم؟
 في كفُّه تحيَّة صفراءُ..
 فاقعٌ تسرُّ الغَالبين.
وساتر الرَّملِ بلا لونٍ ولا طعمٍ أو عَاطفة.
لا تخبر العطاشى أين خَبأتَ الدّموع.
اعتكفِ العودة.
 كلٌّ خَلا لربِّهِ يترقبُ المَثوبة،
 ومتكأك أحمرٌ يثيرُ رَعشةَ الشّيطان.
 من أين آتيكَ بقلبٍ كبيرٍ ومظلَّة..
 أيادينا في جُعبةِ الحطّاب،
تبنَّتنا عند اقتلاعِنا النار
لا تَشكو عَاهة سقفٍ كسيحٍ فالحربُ عَمياء .
نُرفقُ في هامشها أوراق
جُموعٌ و فُرَادى.. على تَسلسلِ الحرُوفِ
أنتَ لم تَكن عَدو
 فما على ثيابكَ قذارةُ الشّعوب الخَرِفة.
  أنت..
 آخر نياق قافلةٍ عَبرت حرَّ البوادي ليلا ،
وما على حِذائكَ من صَلصَالِ .. سَينطق
 علّه يحملُ سرَّ أوَّلِ طَعنةٍ ،
سِرَّ صمودِ يمينِ وجهكَ..
 حيث أبناءُ الغمامِ يطفئونَ نارَ رقصةِ شواءٍ حَلال.
 حبٌ وأمسٌ ووَالديكَ..
 كلُّها شخوصٌ ثانويةٌ في كُتيبِ هذه التجارة .
 غُسِلَ الدّمُ... ولا أزالُ في مقتَبلِ الغَثيان،
النافذةُ التي جواري تَرمُقُ الظّهيرةِ بازدراءٍ،
 أنفاسي وصوت السَّاعة ندّانِ في السّباق،
اعتَكِف العَودة
  لن أخبِرهم بأنَّ الغرفةَ تعُجُّ بالمَلائكة،
 قدرُ العظماءِ لعنُ نظرةٍ صَمَّاء .

الأحد، 6 نوفمبر 2016

خطوب الياسمين


متوجّعٌ فيكِ الهوى يا شامُ وعليكِ في آلامِنا آلامُ معَ طَيرِ نَهرِ الكرخِ أبعثُ لهفتي ويقودُه للياسمينِ غَرامُ من قالَ إنَّ الجرحَ ألهى وُدَّنا لكِ في الجوى قدر الكلامِ كلامُ و مواضيَ الأيامِ تشهدُ قُربَنا لو تهتدي في وصلكِ الأقدامُ يا شَمسَ شرقٍ لن يضاءَ بغيرها سيُلامُ فيها و السّنونَ تُلامُ لمّا بكى مَاءُ الفراتِ ببابِنا عَلِم العراقُ أخا الجِوارِ يُضامُ فَنحا إلى غربِ السّماءِ مُناجيا أن يَستبينَ على البلادِ سلامُ يا كلّ دَمعِ الأرض من عينٍ جرى وحدادها فوق السماء يقامُ اغتيلَ صُبحُكِ والنّهار مخضّبا بشعاعهِ كي يعتليهِ ظلامُ وعلى جَبين اليوم فيكِ مشقّة ما أنجبت بشقائهِ الأيّامُ بنت الحِسانِ المُحصناتِ تَيمَّمي فالفجرُ آتٍ و العبيدُ نيام كوني كحُصنٍ فالخطوبُ حِجارةٌ والرّجمُ حربٌ والرّماةُ لئامُ ادعي على جَمعِ الخيولِ بصَرعِها خَنقا إذا رَبَط الخيولَ لجامُ من قالَ إنَّ القومَ دونكِ في العُلا أبدا فما يعلو عليكِ مَقامُ لا لن ينالَ عليكِ سيفٌ جنّةً والحِلُّ في وَطء الكِرامِ حَرامُ
بلال الجميلي/ بغداد 2016