الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

على باب الله



على باب الله :

في الساعات المتأخِّرة كثيرا ما يفكِّرُ الشَّيطانُ في التوبة 
والنَّار لا تنطفئُ في الموقد.
أينَ يلبَسُ الرِّداء؟
عيونُ الجمرِ مُفتَّحة
الألوانُ حمراء
يتوضَّأ..فيرتطمُ بأجسادِ العراة.
وأنا وغدٌ مُجاور،
مترهلُ الجبين.
عيناهُ تُراقِصانِ اللهب.
يدفعُه اللهُ الى البابِ ولا يَصل..
لكنَّه تَحرَّك.
الظِّلُّ يحتاجُ ذلكَ الجدارَ ليؤمن.
غيرَ أنَّ داخلَ هذا البدن يوجدُ قلبٌ
داخلَهُ يوجدُ ربٌّ
لذا نرى النُّور
ولا نرى الظّلام.
بينَ رأسي والسّماءِ علاقةٌ معقَّدة.
ترفضُها أمَمُ الطّيورِ،
خوفَ تحليقِ محبٍّ..
ملأَ الأرضَ أمتعة.
قد أصل،
داخلي رغبة غرابٍ،
اقتنَعَ أنَّ جوفَهُ  ليس بأسوَد.
من أمام الموقد..
أُسقِطُ  قِطعَ الخبزِ عَمْدا،
كي أقول : استغفرُ الله.


الاثنين، 24 سبتمبر 2018

عُمُرُ الجمر


لم يترك الرّجاءَ فينا ما جرى 
أو ارتخت أوزارُهُ كي نَصبِرا

إنّا على الأوجاعِ صِرنا  نَتَّكي
 لمَّا يباسُ عُودِنا تكسَّرا

من صفعةِ الأمسِ البعيدِ لم نَزل
صرعى فما يرجوه ما تأخَّرا 

تجلِدُنا الدنيا بأيامِ الشَّقا
تَغيرتْ، والسَّوط ُ ما تغيَّرا

 لا شارعٌ يَهدي السَّبيلَ عِندنا
ولا قُـرانا أصبحتْ تبدو قرى

صِغارُنـا مسَّ الضَنى أعوامَهم
كبارُنا يستعـجلونَ المَحشرا 

صلاتُنا ما غادرت أوقاتَها
والبابَ والمحرابَ والمُستغفِرا

هذا الرَّبيعُ قد أتى مُلتهِبا
وربَّما شتاؤُنا لن يُمطِرا

ورُبَّما تاريخُنا لن تُقتفى
آثارُه من بعدِنا أو يَظهرا

يا عُمُرَ الجَمرِ الذي يُبيدُنا
ما هانَ في وطأتِهِ أو أَعْذَرا

طالَ المدى ومزَّق انتظارَنا
ونسمعُ العقبى سماعا لا نرى

تعوَّدتْ لونَ المَسا أبصارُنا
لمَّا غَفا نهارُها وأَنكَرا

مرَّ الزَّمانُ وانطوتْ أوراقُهُ
وذلكَ الحالُ مَضى مقُدَّرا     

لن تُجبرَ السُّنونُ إذ تَهشَّمتْ
في قبضةِ الدَّهرِ أسًى لن تُجبَرا


بلال الجميلي / بغداد2018

الأربعاء، 12 سبتمبر 2018

ثورة


صَفعني القمرُ،
حينما أمسكتُ بطرفِ اللّيل.
الصَّمتُ يُضِيعُ فرصةَ الغِناء.
دعِ التَّوسلَ أيّها الشّيخُ الغليظ،
اجلس حيثُ جَلسَ الرَّصيف.
ضاقتْ أجفانُ الملائِكة.
مِن اليمينِ ستسمعُ استغفارَ المَشانق،
الحبالُ تحسَّستْ أيضا مِن قبضةِ الجلّاد.
كانَ يمكن التَّأرجُحُ في باحةِ المعبد، 
لو ادعيتُ صُحبةَ ابنِ كاهن.
وقوفٌ أو توقُّف،
تفهمُ الأرضُ نيّاتَ الخيولِ
مِن عينِ من يَمتطيها.
كلَّ ما أحتاجُهُ مرآة،
أصفِّفُ وَجهي، 
أُنهي حَالتي،
وأنطلق.
فليسَ غَيرُ فرسِ الأمير.


بلال الجميلي/ بغداد 2018

الثلاثاء، 7 أغسطس 2018

أول أيام الشتاء



أكبرُ من جبلٍ ..أنا
لو أنَّ داخلي حَجر.
الدماءُ لتَحفظُ الحرارة،
ألوذُ بمصدرِ النَّار.
أتجنبُ الزّقاقَ الثّالث،
حيثُ دُهست قطةٌ عزباء
هرولتُ .. لكن
أيقنتُ أنِّي لا أصلحُ  لدورِ أمّ.
الأسئلة..
أوسعُ من جبهةِ قِتال
ستنتهي الحرب،
نبحثُ عن الحرارةِ في كفوف الأسرى.
وعلى جانبِ المَعبر
في عيونِ تلك الطفلة.
كرةٌ أرضية
بقبورِها والمساكن.
داخلَ شقِّ جدار..
ألَمٌ مزمنٌ.
مرَّ وقتٌ طويلُ قبلَ أن تضحكَ...أبي
وأنا في بداية الشتاء
جميليلا تناديني بِها .. بُني.
لا يزالُ فمي يحتفظُ بواحدة.


بلال الجميلي 2018



الأحد، 17 يونيو 2018

رزان النجار



قصيرًا صار النَّهار،
بعدما سَقطتْ البناية.
ننظرُ للشّمسِ بعيونٍ مفتوحة.
دونَ تَحسُّس
غادرَ الاسمُ المكان
بعدَ هجرةِ الضَّحكات..
الهواءُ يَمتَدُّ بَعيدا
لن يَجِدَ أيَ أحدْ.
يَبحثُ عن رئةٍ في المَقابرِ
أو قَطرةِ نَدًى
على عُشبَةٍ مَحنيَّةٍ.
بنصفِ وَجهٍ
سيشتَرطُ علينا المصورُ الظهور.
 فالقذائفُ..
قَضمتْ من الأرضِ بَلدا.


الجمعة، 1 يونيو 2018

بالقلم الطويل


بالقلم الطويل:

حينما يُكتبُ بالقلمِ الطّويل..
                                         تكون الممحاةُ بعيدة.                                                
تَلبسُ رأسَه كزعيمٍ أحمر
غير مسموح أن يُنظرَ إلى أعلى كتفيه.
دَوَّنَ قانونه،
 و نسيَ أنَّ الجوعَ شعبٌ
الميتُ لم ينتظر لِما بعد الاقتراع،
أصرَّ على الانتحارِ مبكرا،
لن يَقرأ ما في نعيهِ بكل الأحوال.
هكذا تقفُ الحياةُ،
رغم دورانِ الأرض.
ليتَ الصِّغارَ يفقهون  دِفْءَ جدرانِ المدرسة ،
ليتَ أبي يعي دواعيَ احتساءِ جارنا السّكير.
صِرنا نُهشمُ رؤوسَنا على الورق.
ليتَ يرى أقلامنَا ؛
مخترعَ الكتابة.






الأحد، 13 مايو 2018

في الأربعين




في الأربعين:





 حلقتُ رأسي..

لأقلِّلَ الإيمانَ بالمرآة.

مركبي خلعَ الشّراع.

لا ثقةَ بوجهةِ الرّياح،

تنعطفُ دواماتٍ عديدة.

قبل أن تصفِّقَ لرقصةِ الرّايات.

الحيلة ..

أن توضعَ العدساتُ أمامَ العيون،

لا خلفها.

 تسرق النَظرات،

وتختلي الأيادي بالرأس.

حَلقتُهُ لأُصَاحِبَ حديثي الولادة.

تمخَّضَ الجبلُ..

وأنجَبك.

أيها الفأرُ الصَّغير..

ستعلمكَ الزوايا أن تأكلَ من لحمِ أمِّك،

فيولدُ في بطنِ ابنتك بعدَ الزمان.

رحمٌ لقيط.








الأحد، 6 مايو 2018

أنا



ألا يا شعرُ لو تحلو وتَبرا 
وترسمُني بلونِ الوردِ شِعرا

فهل أغفو على حُلْم انبلاجٍ
وصبحي و المُنى في الليل أسرى

أَلِفتُ الصّمتَ تعليلًا لأمرِي
وما أروي عن المكمودِ أمرا

كأنّي في مَدارِ الكونِ نجمٌ
يهابُ مَصارعَ الأفلاكِ فجرا

صَبَرتُ على مزاحمة البلايا
فما أُعطِيتُ غير الصّبرِ عُمرا

أَضعتُ الوجهَ في طَلبِ اتجاهٍ
وبِتُّ أُناشدُ الأشعارَ ثَغرا

أنا الباكي اذا سُرّتْ عُيوني
أنا الظَّامي ولو أُورِدتُ نهرا

أنا الواهي وإن نَالتْ يميني
وحَسبي في الشقا فُقدانُ أخرى

على تلك الخُطى بُذِلتْ ليالٍ
أهابُ حِسابها فأكونُ صِفرا

ككلِّ النَّاس عُسرٌ يَعتريني
وزادي إنَّ بعدَ العُسرِ يُسرا

اذا ما عُدتُ من جَمعِ البَقايا
تعاودُني خطوبُ الأمسِ حَرَّى

ألا يا حال ألبِسنِي حياة
فنصفي خيبة وتَزيدُ عُشرا

عَلاني الوهنُ من تَعَبٍ وهَمٍّ
تعرى السِّترُ بي و الرشدُ يَعرى

حَملتُ الرَّأسَ فوق الجسمِ ثقْلا
بهِ كونٌ أبى أن يَستقرا