الثلاثاء، 8 سبتمبر 2020

قليلٌ من أدب:

 


لأنّهم لا يملكونَ أصابعي
لا يعلمون من أينَ يُمسَك القلم.

الانتحار
ثم حياة باسمٍ مستعارٍ وعاهة

هكذا فَعَلَ إبليس
لم يَستسغهُ الوباء
ولم يَحرقْه الرب.
ليس من السَّهلِ أن يَصبحَ المجنونُ مجنونا
دروسٌ في شَتمِ الأمَّهات
أوقاتٌ منَ الهَرولةِ بين الأزِقَّة .
أنا أجري وفي يدي قلمٌ أحمر
تتبعُني الثِيرانُ والمَجانين
ثم أنحني لكم.

نِصفُ الضّحكةِ انتصارٌ في فمِ البعيد.

أستطيعُ أن أبتُرَ إصبعي لأخلقَ دهشة
مثلما تفعلُ زوجةُ جاري على شُرفةِ المبنى.

ستُصفِقونَ مِثلَ فِتيةِ الحَي.
ومَن ينظرُ إلى وجهي سَيُصفق
نصفُ الضّحكةِ كانت على فَمِي.

 

السبت، 15 أغسطس 2020

 

سادنُ اللّيل:


بعَينِ الضَّوءِ أنتَظرُ النَّهارا=وما في الغَيبِ يُشبِعُني انتِظارا

بعيداتُ المَنَالِ وعَاصِياتٌ=أمَانِّيَ الّتي بَقِيَتْ عَذارى

على كَتِفِي حَمَلتُ العُمْرَ دوما=ومِنسَأَتي تُعاضِدُني اصطِبارا

أُجاري عَادياتِ الدَّهرِ طوعا=وحتَّى ما أراها لا تُجارى

لعلِّي أو عَساني في الخَفايا=أنَالُ الرُّشدَ أو أُعطى اختيارا

كَلِيمِي الذَّاتُ والأَصواتُ نَجوى=وصَمتُ الحالِ يَملَؤُني حِوارا

وروحي بَسمةٌ لَمَسَتْ شِفاهِي=تُدَانِي القَولَ كي تَبدو جِهَارا

وكُلِّي رغبةٌ خَضراءُ كُلِّي=وإن شاءَ القَضاءُ ليَ اصفِرارا

أقَمتُ على شَفا الأيَّامِ مأوى=وفي حَطبِ الشَّقا أوقدت نَارا

ويَسألُني الرَّدَى إن كُنتُ حَيَّا=وقد ظنَّ الَّذي كان احتِضارا

ألا يا صُبْحَ قد جَالسْتُ ليلي=وصِرتُ هِلالهُ لمَّا تَوارى

جَعلتُ الصَّبرَ في تيهي طَريقا=وشَيَّدتُ الرَّجا عندي دِيارا

وَوَجَّهتُ التَّضَرُّعَ في مُرادي=لوهّابٍ بهِ القَلبُ استجارا

 

الجمعة، 5 يونيو 2020

يا حاديَ النّهرين


فاضتْ عليكَ العينُ من إشفاقي 
 حتَّى قَضى طوفانُها إغراقي

يا حَاديَ النَّهرينِ في فردوسِنا
كيف اشتكيتَ الدَّهرَ من إملاقِ!

أنتَ الأراضي والقُرى وسَماؤها
 عِزُّ النَّخيلِ ونكهةُ الدُّرَّاقِ

أنتَ الحياةُ فكيفَ مَسَّكَ عُسرُها 
والأمسُ قد كَتَبتْ عَليهِ عِراقي! 

وطني شجًى دِفءُ الصُّدورِ مَلاذُه 
يَهتزُّ جنبَ الرَّابضِ الخفَّاقِ

يَلقَى النَّهارَ على لظاهُ مُكابِرا 
وثَراهُ يشكو لفحةَ الإحراقِ

وعليهِ أومأَ مَن تلاشى لحنُهُ
لمَّا هَفا للغُصنِ والأوراقِ

فيهِ الولادةُ والمَماتُ شَعائرٌ 
والعُمْرُ سُقيا رُقيةٍ من رَاقِ 

وتَطوفُ فوقَ بَنيهِ أَجنُحُ قَابضٍ 
مُتَرَصِّدٍ بالسُّوقِ والأعنَاقِ

يا من بَكيتُكَ والشَّواطئُ أدمُعٌ 
 ومَصَبُّها أبدا على الأحداقِ

طَهُرَ الهوى في رافديكَ تَيَمُّما 
والماء ُعَزَّ على النَّدى الرَقراقِ

من ذا يُعيرُكَ شَمسَ يومٍ واحدٍ 
حتَّى لتَملِكَ لحظةَ الإشراقِ

فيكَ استحالَ الدَّهرُ كُلَّ طُقُوسِهِ
 وبَقِيتَ إذ لا يُرتَجى من باقِ

خُذني بأَحضانِ الدِّيارِ مُواسيا
ومُلاقيا يُنهي فُصولَ فِراقي

بلال الجميلي/ حزيران 2020


الثلاثاء، 14 أبريل 2020

منادمة المرايا


حَمَلتُ الهمَّ وحدي كي أُغادِر
فما غيمُ الورى عندي بماطر

وحَسبي في الرَّجا رَبُّ البَرايَا 
بأن يَكفِيهُمُ جَبرَ الخَواطِر

فقد أُوجَعتُ كَفَّي من أيادٍ 
أُصافِحُها مُصافحةَ المُحَاذِر

أَنَامُ ومِلئُ أجفَاني أُنَاسٌ
وأصحو لا أرى في الصُّبْحِ نَاصِر

على أَيِّ القَوافِلِ مرَّ يَومي 
 وقد أضحَى سَبيلا دونَ عابِر

جِيادُ القومِ في أُذُنَّيَ صوتٌ
 وآثارٌ على وجهي الحَوافِر

مِن الأَعمَارِ لاكَ الغَدرُ عُمْري 
 بمن بَلغتْ مَساوِئُهُ الكَبائِر

كَبِرتُ على مُنادمةِ المرَايا 
 فكُنتُ خلاَلها للعينِ حَاضِر

أنا مَنْ يَحمِلُ الأنقاضَ عَنِّي 
ومَنْ غَيرِي يُقاسِمُني الخسَائِر

 فلا بَسَطَتْ ليَ الأعرَابُ رِزقا
 ولا نهَضَتْ لعَثْرَتيَ المعَاشِر

                                           قَذَتْ عَيني مُطالعةُ التَعالي
                                      على مَن عَاشَها في الظِّلِّ صَاغِر

أَلومُ تَصبُّري إذ لم يَلُمني
فَكيفَ على الغُثا أُعتدُّ صَابِر


سأُخفِي صُورتي عَمَّن وَعاها 
 وأُبدِي غَيرَها عندَ المعَابِر

وأُخلي هاجِرا حَرَمَ التَكايا
أُغادرُهُ كما الجَمعُ المُغادِر

بلال الجميلي 2020




الثلاثاء، 10 مارس 2020

العرض مستمر:




في اللّوحة..
لا يطيرُ البجعُ عاليا
يستثمرُ الجدارُ الارتفاع
يرددُ عبارةَ: العرضُ مُستمر.
تكاثرت الأقدام
كأنَّ لا أرضَ تحتَنا.
في العيد لا ينامُ بائعُ التذاكرِ
لا تغمضُ المصابيحُ أجفانَها
من يخرجُ من بابِ الدّخولِ يلعنُ الاتجاهات.
من رَسمَ الأغصانَ كانَ بديعا
أو رُبّما قصيرا
لا تَحُطُّ على أكتافِه الطّيور.
والفُسحةُ الزّرقاءُ سماءُ يافا
تُري البَحرَ وجهَهُ المبتلَّ من جهةِ الشّرق.
لو دُققَ النّظر.
كانت هناك عاصفة.
وابتسامة ..
من جلسةِ رسمٍ مدفوعة الثّمن .

بلال الجميلي- بغداد 2020



الثلاثاء، 18 فبراير 2020

النظرة الأولى


ولي في نظرتي الأولى بريدُ
أباحت من لظاها ما أريدُ

جَمعتُ الطّيشَ والتّهذيبَ فيها
وعن وجدي فقد بانَ المزيدُ

تجلّى حُسنكِ الأخَّاذُ شمسا
توهُّجُهُ على وجهي شديدُ

أُراقبهُ وأنَّى لي التَّلاقي
وهيئتهُ يجملها الصّدودُ

فما أدري بما للقلبِ أجدَى
أغضُّ الطَّرفَ نُبلا أو أعيدُ

رعاكِ اللهُ جودي لي بنبضٍ
وزيدي لذَّتي ممَّا يجودُ

فقد فوَّضتُ للعينين أمري
إذِ النَّظراتُ فيها  لا تحيدُ

تراودني لصُحبَتِكِ الخبايا
وأكسرُها وتوثِقُني القُّيودُ

وتَألفُنُي مُيولُكِ ثمَّ تأبى
ألا يا ليت ودَّا ماتَكيدُ

  يُلوِّنني الهوى وينالُ منِّي
وأفعالي على حالي شهودُ

أغيثي شوقَ صحرائي فإني
على كُثبانِها الرَّمقُ الوحيدُ

فعطفٌ من حبيبٍ قد يُداوي
ونَزْرٌ من وصالٍ قد يُفيدُ

أنا في دربكِ الغادي مُقيمٌ
وفي كفِّي على الآتي الورودُ

أُناغي عينك الكحلاء غَمزا
سعيدٌ والغرامُ بنا سعيدُ