السبت، 14 ديسمبر 2019

تفَّاحةُ آدم:



كي تمتلئَ بطونُ الدّيدان..
لابدَّ من خطيئةٍ تظهرُ على الوجوهِ بوضوح.
ترتفعُ صرخاتُ الأرضِ من أفواه البراكين.
كانَ الشلالُ يتكلّمُ عن كيف يتحمَّلُ الجبلُ وجعَ الرأس.
والشَّجرةُ المهدَّدةُ بالقطعِ تحاولُ الهروب،
تتَّبِعُ مسارَ الأجنحةِ المهاجرة.
في يدِها حقيبةٌ صغيرةٌ وبطاقةٌ مزوَّرةٌ بصورةِ طَير.
تضعُ أحمرَ شفاهٍ مُستَميلةً دناءةَ العواصفِ وأصابعَ حرَّاسِ الحدودِ قبلَ استلامِ الأوامر .
لم يَذكرْ مُهندسُ المشروعِ هذا.
 قال لقد بِيعت الغابة
واستيقظت المَعاول .
مَعبدُ القريةِ يَحتاجُ التمدُّدَ على الجانبِ الأيسر.
لن يفكِّرَ الوالي كثيرا
مثلما قالَ المؤَّرخُ:
تمَّ إعدامُ الهنودِ الحُمر...
لأنَّهم يُعرُّونَ أجسادَهم تحتَ السَّماء.

الأحد، 29 سبتمبر 2019

اصطفاكِ




               
اقتليني بعد اللِّقاء اقتليني 
وأريقي على يديكِ حنيني

بيَ شوقٌ ما عاد يحويهِ قلبٌ
قدَّ صدري نبضا بسحر الفتونِ

مُذ تَجلَّى فيكِ الصِّبا وعيوني 
حالماتٌ وناعساتٌ جفوني

مسّها من سنا بهائكِ مسٌّ 
غابَ فيهِ رشدي وسُلطان ديني

فتنتني على الجنوبِ الحنايا 
 وطوتني يد الهوى كالرهين

صار بِرّي بذا الفؤادِ التَّدنِّي 
مستحبَّا أو مُحكَما بالمجونِ

من يداوي الوجدَ الذي يَعتريني 
 من يكونُ الدواءَ إن لم تكوني

قد قصدتُ الوصَال في ألفِ عُذرٍ 
 وسألتُ العناقَ أن يحتويني

أنتِ عُمْرٌ أسعى للثم سِقاه 
 وعليه رفعتُ نخبَ سنينِي

اصطفاكِ الذي سما ليَ خلّا 
ليت شعري إليك هل يصطفيني؟

ما أراني في غيركِ اللهُ حسنا 
فتعالى ما كالَ طينا بطينِ


  

السبت، 28 سبتمبر 2019

سقوط:





سقطَ حجرٌ على الأرض
سقطَتْ عينايَ عليه
ضاعَ الهدف.
قبلَ رُكوبِ البحرِ
كان الكثير من الطيور يمُرُّ على وجهِ الماءْ.
من دَفعَ المُحيطَ لكُرهِ آدم؟
بَعثرَ المِلحَ على وجنَتهِ الخَشنِة
وشَربت الشَّمسُ كأسها السَّاخن.
بعدَ صناعةِ السفينة
ابتعدَ البحرُ
وجَلستُ أرقُبُ الغيمَ
على قمَّةِ الوطنِ
حيثُ حَدثَ السُّقوط.


الاثنين، 23 سبتمبر 2019

راحلة السّنين



  
من يقنعُ الغافي على الأمسِ 
 مَحتْ مناهُ طلعةُ الشّمسِ

وإنَّ من فرَّق جمعَ المسا
 صبحٌ مضى باللّيلِ والكأسِ

أصابكَ الزّمانُ يا ساكنا 
 في معبدِ الأيَّامِ كالقسِّ

خلتْ ديارٌ وطواها النَّوى
 في قَصَصِ التَّرحالِ والرَّمسِ

والودُّ في النَّفسِ غدا مُؤذيا
 إذْ لم يَصل أحبَّةَ النَّفسِ

راحلةَ السِّنين رِفقا بِنا 
 فالبأسُ قد نالَ مِن البأسِ

لقَّننا الصَّبرُ أحادِيثَهُ
ونهجُهُ إطالةُ الدَّرسِ

والعُمْرُ مرهونٌ على قادمٍ 
 والرَّيبُ طوفانٌ على الرَّأس

بناتِ صدري يا سبايا الشَّقا 
 أعيا أباكُم مجلسُ الحبسِ

قيَّدني صوتُ الجَوى داخلي 
 وخَشيةُ الإفصاحِ والهمسِ

تَحسبُني العيونُ في خَلوةٍ 
 وظنَّني العبادُ في مَسِّ

أقمتُ في صدري بلادا فكم
أودَعتُ في الصَّدر من الإنسِ


السبت، 27 يوليو 2019

معلومُ الهُوِيَّة:




خلفَ الحدودِ بمترينِ
يرقدُ آخرُ يومٍ للعريف.
رغمَ السّلسلةِ المعدنية
صعبٌ جدًّا أن تُحتَسبَ خدمةُ عقدين للملابس،
أو مُكافأةُ نهايةِ واجبٍ.. لم ينتهِ بَعد.
ما عَلِمَ القوسُ متى كَبِرَ العصفور.
أو قام الجميعُ من هذا المقام.
وحدَه الرّملُ من آمنَ بالقيامة.
لو فُتحتْ المعابر ومعابرُ السماءِ.. سَتُمَرِّرُك.
يا أيها الجسدُ القادمُ من بعيد
 دوَّنَ اسمَكَ الكثيرونْ
في المدرسة
قسيمةِ الزَّواج
وقوائمِ ديونِ الدّكاكين.
ثمَّ بالقربِ مِن تلكَ المسافة
اختفتْ آثارُ المُنادي
لِتُسْقَى بانتظارِكَ شهيَّةُ الصَّبَّار
استعدّْ
العِظامُ تَصنعُك.
فالزِّيُّ لازالَ على ذاتِ المقاس.

الجمعة، 5 يوليو 2019

ميدان التحرير:


يا أيها النّمل ادخلوا مساكنكم.
صوت الشّعارات مدوٍ.
منذ عامين..
الزئير يملأ أحراش الحديقة
غير أنَّ السّبعَ يأكلُ العشب.
من الذي استعارَ لِساني؟
أسمعُ الصّوتَ من بعيد
لازلتُ اسمعُ صوتا من بعيد.
هكذا أخبرنا الشّيخُ الجليل
عن أعوامِ سنابلِ النّبي
وحديثِ الملحدين 
سيروا على صوت النّشيد 
روضةُ الأطفالِ تُغني لغدٍ مشمس
في شهر تَغسلُ خطاياه السّيول.
من يتقدم المسير؟
القدم اليمنى!
قافلةُ الدّبيبِ لا تقف.
وصورة المناضلِ لو تقَطّعتْ
يمكنُ حملُها لمخزنِ المؤونة.

بلال الجميلي /بغداد٢٠١٩

الجمعة، 17 مايو 2019

من داخل الحلم :



يبدأُ اليومُ منَ السَّرير ، أولُ لحظةٍ تُحتَسبُ لمن فتحَ النَّافذة، وكانَ آخرَ منَ رأيتُهُ في الحُلم .الصديقُ الذَّي صارَ حفيدي في نهاية الرُّؤيا ، دَسَسْتُ في جَيبه كلَّ شيءٍ ، لو أنَّي تَذكَّرتُ ما يكون . 
القادمُ لا يحتَملُ التأويل ، كَم  تَعثَّرت الأيامُ مِن قَبل ، السَّيرُ صارَ بَطيئا ، أرجو ألَّا أصادفَ حاجزا آخر . قبَّلتُ يَدَ القدرِ ألفَ مرَّةٍ ، وسَأفعل . النَّاسُ تَتغيرُ من حوليَ وأنَا ثابتٌ كمركزِ دائرة ، أنظرُ الى الأعلى كي لا نُصابَ جميعا بالدُّوَار . نعم كانَ هُناكَ مركبٌ ينتظرُ المَّطر ، يَحلُمُ بصوتِ ماء.
 ضحكاتٍ كثيرة كانت لغةُ الصُّمِ . لم يتكلم منهم سوى ذلكَ الصَّغير، أخبرني أنَّه أنَا ، مسَكَ يَدي وسِرنَا، اتفقنا على أن نتقاسَمَ الأدوارَ كي نَهربَ من لجانِ القدر ، 
فجأةً أصبَحَ الطَّريقُ لا يتسعُ إلا لشخصٍ واحد، يجب أن يجري سريعًا على إيقاع الطُّبولِ لمَّا يأمرُ الصوتُ بقطع كلِّ جسورِ الخَشب . سيعبرُ مَن يعبرُ الى الضِّفَّةِ الأخرى من اليومِ.
ليبدأ.

بلال الجميلي / بغداد 2019