الثلاثاء، 28 فبراير 2017

ترانيم يتيمة



بَكتْ فأبكتْ من شَجاها ناظري
لمَّا تَراءى فقدُها بالخاطرِ

لَيلُ اليتامى أجَّجَ الذّكرى بِها
والدّمعُ أودى بالرُّواءِ الضَّامرِ

نادت بمن قَضى فِطامَ صُغرِها
ما أشبَعَ العَطفُ فِطامَ القاصرِ

مماتُهم طالَ على أعوامِها 
وتشتَكي بَثَّ الوجود الضّائرِ

قامَت قيامَاتٌ على أيامِها
وَودَّت الأمَّ ببطنٍ عَاقرِ

يا مِعولَ اللحودِ مَا رأيتَها 
لمَّا أُهِيلَت تُربة المعاشرِ

في كلِّ إصباحٍ تعانقُ المَنى 
كعائدِ النِّيَام في المقابرِ

والحزنُ تكويه بِحَرِّ صَدرِها
توقِدهُ نَجوى الفؤادِ الطّاهرِ

رأيتُها تيها يفرُّ عن هدًى
فمسّني تِيهُ مَساها الحائرِ

أرخَى على توجعي سُدُوله 
وسامها الشوقُ برأسٍ حاسرِ

يا سامعَ النّوحِ كلانا نائحٌ 
نَحتسبُ الإلهَ في الدوائرِ

يتم ودمعٌ وَيحَ دنيا كم قَستْ 
أهلكني المَحيا بها عن آخرِي

الجمعة، 10 فبراير 2017

( يوتوبيا ):


نعم
رَكلتُ حَجرا
وَحَجلتُ فوقَ فأرٍ هاربٍ
تُداعبُ قَدمَيَّ مشيةُ العسكر
كانَ هُناك بابٌ،
وقتٌ يَقَظةٍ ونَومٍ
وعِبادة.
حينها..
تَقفُ الشّمسُ عَموديا،
فوقَ قبَعتي المَائلة
أُغَني أغنيةَ الحُقول
أنثرُ دقيقا
للرّمالِ الرّطبة
 يُوقظُ  شَهيةَ السّنابل
و الجَنادبَ.
انتصار الرايةٍ البَيضاء
أرضٌ تُنجبُ الشوارع
النار للشواء و الماء للطهي
أصوات ضحكات الخيول
شعبٌ بطولٍ واحدٍ
 مدينةٌ فاضلةٌ،
الهٌ راضٍ.
أحملُ..
صوتَ بائعِ المياه خلفَ أُذُني
في رأسي كثيرٌ من رؤوس
 بعين أيهنَّ أرى
 تلكَ قلاعٌ..
 على شَاطئ.
جَلستُ القرفصاء
قُبالة البَحر..
ينتهي طريقُ مُوسى.

بلال الجميلي/ بغداد 2017

عشو

عشو  :

شرنقةٌ شائكةٌ
الرَحِمُ قُضبان
لا تبكِ يا وَطن وقتٍ ضَائع
أُذُنُ صَوتِكِ مَبتورة
النَّار تَحرقُ المِياه
مُنذُ نَكبةِ الحقولِ بِسبي الياسَمين
انتهت أعوام يَسوع
الأشجار لن تلدَ البذور
ماتت الأضواء على أعمدةِ النُّور
والبُلجَةُ أُطفِأَتْ على عيون الشمس.
إنَّهُ المكتوبُ..
 في تَعاليمِ النَّهاية
حِينما تَسقطُ  بَسمة  ..
تَرتطم بِجسدِ الأرضِ العَجوز
تَنهضُ مَوجوعةُ الخَاصرة
لا ترى طرَف أنفِها.
سِرْ بلا نظارة
لا تسأل..
لا تسأل من رأى بَوصَلة
البَحرُ راجعٌ أدراجهُ
مّدَّه لم يَعدْ يكفي لفيضان جديد
سِر..
فكلُّ أعورٍ يرى ما نَراه

بلال الجميلي/ بغداد 2017