الثلاثاء، 14 أبريل 2020

منادمة المرايا


حَمَلتُ الهمَّ وحدي كي أُغادِر
فما غيمُ الورى عندي بماطر

وحَسبي في الرَّجا رَبُّ البَرايَا 
بأن يَكفِيهُمُ جَبرَ الخَواطِر

فقد أُوجَعتُ كَفَّي من أيادٍ 
أُصافِحُها مُصافحةَ المُحَاذِر

أَنَامُ ومِلئُ أجفَاني أُنَاسٌ
وأصحو لا أرى في الصُّبْحِ نَاصِر

على أَيِّ القَوافِلِ مرَّ يَومي 
 وقد أضحَى سَبيلا دونَ عابِر

جِيادُ القومِ في أُذُنَّيَ صوتٌ
 وآثارٌ على وجهي الحَوافِر

مِن الأَعمَارِ لاكَ الغَدرُ عُمْري 
 بمن بَلغتْ مَساوِئُهُ الكَبائِر

كَبِرتُ على مُنادمةِ المرَايا 
 فكُنتُ خلاَلها للعينِ حَاضِر

أنا مَنْ يَحمِلُ الأنقاضَ عَنِّي 
ومَنْ غَيرِي يُقاسِمُني الخسَائِر

 فلا بَسَطَتْ ليَ الأعرَابُ رِزقا
 ولا نهَضَتْ لعَثْرَتيَ المعَاشِر

                                           قَذَتْ عَيني مُطالعةُ التَعالي
                                      على مَن عَاشَها في الظِّلِّ صَاغِر

أَلومُ تَصبُّري إذ لم يَلُمني
فَكيفَ على الغُثا أُعتدُّ صَابِر


سأُخفِي صُورتي عَمَّن وَعاها 
 وأُبدِي غَيرَها عندَ المعَابِر

وأُخلي هاجِرا حَرَمَ التَكايا
أُغادرُهُ كما الجَمعُ المُغادِر

بلال الجميلي 2020