الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016

سَيرٌ على أربَع :




أومَأ برأسهِ صَباحا، كَلبُ حينا الداكنُ جزءٌ من تَضاريسِ الزّقاق، نَظرتُه تُجيدُ التَحدُّث، رَاقبَ ظواهرَ الكلِّ ، استرخى في حُضنِ الظّهيرة، بينه وبينَ أبيهِ وعدٌ ورسالة، قَيَّدهُ بتعداد السُّلطاتِ ، عَاهدَ الضَّوءَ على حِراسةِ القَمر وفي أُذُنيهِ وَجعُ الشَّتيمة. كحامي مَقبرةِ المملكة، لا يَسيرُ إلا إذا سَكتَ الطَّريقُ.. على أربعٍ ليكون أقرب لهذي الأرض، يقرأ كفَّ الفجرِ على بِساطِ ليلٍ منتهي، مُتَّكئا مِثل الكُهُول في باحةِ شمس الشّتاء، شَكا البردَ والغلاءَ وقلَّة الأقدامِ التي تَمُرُّ مِن هُنا، ثم أعادَ لونَه وفي عينيه ألوانٌ عَدِيدةٌ، في صَدرهِ عُطورٌ لكثيرين، وفقرُ الدَّمِ مزمِنٌ ، لم يَنظر إلى أعلى سَاعة الكُسوف، يَحملُ وِسامَه بفمهِ، مِمَن رَفضوا السُّحتَ تحتَ مَائدةِ الأبَاطرة، ظَلَّ بِلا طَوقِ ذَهبٍ، ولا يزالُ يَسمعُ سَرد صَوتِ الرّيحِ كما تَسمعها الأغصانُ ، عِصاميٌّ .. يُقيمُ جَنبَ جِدارِ الجَار،
ينتظر الجميع..ويعرف الجميع.

الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

شايٌ بارد


على طرَفِ خيالي تتدحرج الرؤى، يسألني وأسأله كأنَّنا على طاولة مقهى في حيٍّ باردٍ ، إذا كانت أمنياتُ العام الماضي ما تزال في ذات الملفِّ، حينَ تَذكَّرتُ ما عليَّ فعله نسيت في أيِّ عام أنا، ومن أيِّ بابٍ دَخلتُ دِهليز ما يَحدثُ الآن، سأجمعُ كلَّ مدَّخرات الرُّوح من خَيباتٍ و أمراضٍ وبعض بسَمات القناعِ الأبيض، أحتاج الشيء القليل كي أوفي بوعدي للأمل ،حَملتُ الدّورقَ، شَربتُ نَخب الغَيمِ الآتي ،أعرف إنَّه قادمٌ أو هكذا أعتقد، لديَّ لهذا اليوم تَذكرة ،... أتعرقُ ثانية من بحثِ جُيوبِي ، أينَ أضَعتُ منديلي الصَّغير؟ لم أرَهُ منذ أن داهمتنا نِهاية الشَّهر ، هل سَئِمَ العِناق مَجَّانا وعينايَ تتراقصان على وقعِ طبولِ الهَرَب، قد أُشِهرُ رغبتي بالبكاء الدافئ على وجنِة الحكاية ،تؤرقنا جلسةُ المونولوج، سَتهبُّ الرّيح وتُوقظُ اللّيل، سَهرتنا لن تَطولَ أكثر ، القمر على موعد أخر في الغد.
سأنهي النقاش .

بلال الجميلي /بغداد 2016

الأحد، 13 نوفمبر 2016

من آل عمران



من آل عمران:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قيامةٌ ..
وَقفت الأرضُ على أصَابع القدم .
وأنت..
خَمشٌ على بَطنِ عذراء،
 أيُّ بيانٍ خلفَ عينيك!
 يَشجب الحَبلَ على مَنصَّة العدالة.
 بعيدا..
 يبحثُ بَصركَ في المدينة.
 وَحيُكَ صَغيرُ
 ابنُ سماءٍ قريبةٍ،
 حَافيا.. يَحبو بِلا أجنِحةٍ
 اختبأ نُور النَّهارِ تَحت مَدفن الشفق ،
مستترا خلفَ أميال السّهوب .
 من لوَّحَ لطائرِ الأمم؟
 في كفُّه تحيَّة صفراءُ..
 فاقعٌ تسرُّ الغَالبين.
وساتر الرَّملِ بلا لونٍ ولا طعمٍ أو عَاطفة.
لا تخبر العطاشى أين خَبأتَ الدّموع.
اعتكفِ العودة.
 كلٌّ خَلا لربِّهِ يترقبُ المَثوبة،
 ومتكأك أحمرٌ يثيرُ رَعشةَ الشّيطان.
 من أين آتيكَ بقلبٍ كبيرٍ ومظلَّة..
 أيادينا في جُعبةِ الحطّاب،
تبنَّتنا عند اقتلاعِنا النار
لا تَشكو عَاهة سقفٍ كسيحٍ فالحربُ عَمياء .
نُرفقُ في هامشها أوراق
جُموعٌ و فُرَادى.. على تَسلسلِ الحرُوفِ
أنتَ لم تَكن عَدو
 فما على ثيابكَ قذارةُ الشّعوب الخَرِفة.
  أنت..
 آخر نياق قافلةٍ عَبرت حرَّ البوادي ليلا ،
وما على حِذائكَ من صَلصَالِ .. سَينطق
 علّه يحملُ سرَّ أوَّلِ طَعنةٍ ،
سِرَّ صمودِ يمينِ وجهكَ..
 حيث أبناءُ الغمامِ يطفئونَ نارَ رقصةِ شواءٍ حَلال.
 حبٌ وأمسٌ ووَالديكَ..
 كلُّها شخوصٌ ثانويةٌ في كُتيبِ هذه التجارة .
 غُسِلَ الدّمُ... ولا أزالُ في مقتَبلِ الغَثيان،
النافذةُ التي جواري تَرمُقُ الظّهيرةِ بازدراءٍ،
 أنفاسي وصوت السَّاعة ندّانِ في السّباق،
اعتَكِف العَودة
  لن أخبِرهم بأنَّ الغرفةَ تعُجُّ بالمَلائكة،
 قدرُ العظماءِ لعنُ نظرةٍ صَمَّاء .

الأحد، 6 نوفمبر 2016

خطوب الياسمين


متوجّعٌ فيكِ الهوى يا شامُ وعليكِ في آلامِنا آلامُ معَ طَيرِ نَهرِ الكرخِ أبعثُ لهفتي ويقودُه للياسمينِ غَرامُ من قالَ إنَّ الجرحَ ألهى وُدَّنا لكِ في الجوى قدر الكلامِ كلامُ و مواضيَ الأيامِ تشهدُ قُربَنا لو تهتدي في وصلكِ الأقدامُ يا شَمسَ شرقٍ لن يضاءَ بغيرها سيُلامُ فيها و السّنونَ تُلامُ لمّا بكى مَاءُ الفراتِ ببابِنا عَلِم العراقُ أخا الجِوارِ يُضامُ فَنحا إلى غربِ السّماءِ مُناجيا أن يَستبينَ على البلادِ سلامُ يا كلّ دَمعِ الأرض من عينٍ جرى وحدادها فوق السماء يقامُ اغتيلَ صُبحُكِ والنّهار مخضّبا بشعاعهِ كي يعتليهِ ظلامُ وعلى جَبين اليوم فيكِ مشقّة ما أنجبت بشقائهِ الأيّامُ بنت الحِسانِ المُحصناتِ تَيمَّمي فالفجرُ آتٍ و العبيدُ نيام كوني كحُصنٍ فالخطوبُ حِجارةٌ والرّجمُ حربٌ والرّماةُ لئامُ ادعي على جَمعِ الخيولِ بصَرعِها خَنقا إذا رَبَط الخيولَ لجامُ من قالَ إنَّ القومَ دونكِ في العُلا أبدا فما يعلو عليكِ مَقامُ لا لن ينالَ عليكِ سيفٌ جنّةً والحِلُّ في وَطء الكِرامِ حَرامُ
بلال الجميلي/ بغداد 2016

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

القَشَّة:




عبيدٌ..
أعداء الأرانب،
لقمتهم فيِ فمِّ فِخاخ.
يغمزون ..
بصَاحبِ الظّلِ الطويِل
في مَعبد الأقزام .
أميرهم بطولٍ نرجسي،
لا يطاولُ انحناءاتِ الصّلاة
يحرسه بومٌ وكلبٌ مجهول النّسب،
يتباهى بنعلهِ الكبير
و عرشٍ صدئ،
في ظلامٍ متملق.
ويلَ أمّه..
إكسير الرعاعِ مَصلُ ثورةٍ عقور
تنتهي على ظهر بعير،
وبعدَ طوفانِ أضداد
سيرى الفتيان ما دونَ البطون
يتبعها وساوسٌ
أقلامها مَبريَّة الوَجهين
قراءات متقاتلة
شِعرٌ يُميتُ صَاحبه
اقرأ بصوتٍ واضحٍ
نعيَ أمسِكَ المسجَّى عند مقبرة الديار
ثمَّ اقرأ طلاسم الغد
تحتَ شمسٍ يلمزها السَّحاب
لن تُنجب السّنةُ الكَبيسةُ أخرى،
انتظر..
ساعةَ الصّفر
شُعاعُ يطعنُ الغيوم
انتظروا..
الصّيف يا رجال الثّلج.



الخميس، 18 أغسطس 2016

تَسكّع




تحتَ فَيء جدارٍ

أغنيةٌ..
وأنا،
نتقاسمُ نبيذا
بقنية دواء
أوينا قبل تعزير الصنم.
نفذت إتاوات الخلاص
يَعصِمنا وِردُ حشرةٍ صالحة،
وسهمٌ نادم ..
من حروب جاهلية
ممهورٌ في قِرانُها

بَيان نّصرٍ أحمقٍ
يَدَّعي الفَقد مَخَاض

شَاخَ آباءُ الحيّ
ما أتى قميصُ يُوسف
وصفة الحكيم
تقولُ غيرَ ذلك
كيف ندخلُ جنَّة
بلا مبلغٍ مبارك !
سرقتنا لحظةُ فِرار
لتَصل بنتُ الرّواية


مَكسوفة الشّمس،

مقفلةُ المَلاهي.
أمَامي..
بابُ توبَةٍ مَخلوع
لن يَسألَني شرطيُّ حدودٍ
عن صَلاحِيَّة،
هات ليلكَ نَتسامر
عُراة دونَ نَظر
يا ابنَ آلهةٍ رَاحلة
صِف شُعورك
عندما تلبَسُ قَدمينِ من خَشبٍ،
يَسبَغُها وُضوء؟
إذن..
نَحتسي،
يَعصِمنا وِردُ حشرة صالحة
والرّب واحد.

تصوّف




كأسُ ماءٍ و ملعقة ..
ابتسامة
صرنا أربعة،
نَفطُر دائما جماعة
نتكلم لغة نَظَمناها سوية
نستلفُ التّحيّة
نَتّكئ ..

على باب الرّجوع،
تقاسَمنا فاتورَة الحديث
من يخبرُ الأمس بانتظارِنا؟
مناديلُ تَترقب،
كراسيُّ تَجلِسُ مِثلي
دموعُ فرحٍ متأهِّبة
دبيبُ ساعة..
تختلسُ النّظر. 
هكذا..
كلُّ صُبْحٍ أرفعُ السّتارة
بعد دَورِي..  
أسمعهم،
لم أكن وحدي
للجدرانِ قلوبٌ..
تعرفني .
كهولُ الشّجيرات تناديني باسمي
وأنت
أيها المجنون الخافرُ على الرّصيف
وحدُك تفهمُ أمري
أنا محض اشتياق
تُسَمِمُه البداياتُ الجديدة،
له في كلِّ زاوية وَطن
هوايته التألم
بهدوء،
إنَّهُ وجعُ التَّصوّف
تسترهُ
صحيفةٌ صباح،
نغمةُ هاتفٍ،
ومسير
علامات قليلة
على قيد حياة
يافطة..

هناك 
خلف جنازةِ الجَار
طريق باتجاهين ، 
ووجوه
من قطع التّذاكر ..

نَسيَ الأرواح .


وسادة:



في ظلامٍ أعشى
سقطَ شَيءٌ من خَيالي
وَالعيون.
أخبَرتُها وسَادَتي
إنّها مَواقيتُ ضِياء
وزَّعتْ مِيراثَها بلا عَدالة
ليلٌ عَاجزٌ
تُسَدل في وجهه السِّتارة
يَحمِلُ وَهجا  كَاذِبا,
لا فائدة
أنانيٌّ وَردُ الحَدائق
يَغلقُ بعد السّادِسة
قَبلَ بَحَّةِ المآذِن.
كلُّ من قالَ مَساءُ الخَيرِ سَينام
هكذا تَبدو الحَياة
سَهرةٌ
ودِيكٌ يُعلِنُ النِّهايَة.




مقبرةُ الرّماد:



أصوات..
فوقَ ذلكَ الرّصيف
تسابيحٌ
عند ضفافِ الأخرة
لا يسمعُها إلا البَشر
تنادي أوجَاعٌ ضائعة،
وشيء مَن سؤالٍ
يوقِدُ حكايةَ الشّموع
عن من نَجا
من رفاقِ اللّيلةِ الأخيرة.
صمتٌ يحادث الأله
كلُّ ما حولَ السّوادِ ترانيمُ أحبّة.
فوَّهة السّماء ..
تعلمُ متى اقتربَ الرّحيل
من يُبلغُ الجموعَ بالغاءِ الصّباح
صرخةُ البركانِ أنهت الجدل،
أنْ يا بَنِي العيدِ الصعود
كانَ تحليقُ الأيامى
على أجنحةِ اللّهيب
عند مقبرةِ الرّماد..
ارتقى من ارتقى
دون جَسد.
لم يشتَكِ النّيامُ
سطوةَ ذلكَ السّبت،
فبكاء الأمسِ..
أطفالٌ أخَافتهم نارُ أبي لهب.



غواية التبغ :




عشيقةٌ مختلفة
غزُّو مَكامن بدلَتي العجُوز
 تَرضعُ  مشيمَتي
 زواجٌ  بالقُبَل
لغةٌ في الأثيرِ خلفَ جُدرانِ الكلام
نَعصُر التَّاريخَ بين الأصَابع
عرضٌ على شاشةِ السَّماء
 عشٌّ وعُصفور
صورٌ من مَعركة
صَباحٌ عندَ صَالات الولادة
رَشَفَاتٌ فَضَّت المَفاتن
نهايةُ اللّقاء
حربُ ساعةٍ وأدخِنة
شهادةٌ على أعتاب شَفتي
تأخذُ الدور الشَّقيقات
مُومِسات على تختٍ فضيلة
في نِضال زَيفِنا
مُتعَة داءِ الشَّهريار
ما خنتُ فيهِنَّ أحد
سبابةٌ و..
خسَارات في تجارةِ العمر


عناوين



 البداية..
إعلانٌ عن نهاية.
ــــــــــــــــــــــــ
بلا اتجاه
أسيرُ على ذاتِ الطّريق
يعرفني كما أعرفه.
ــــــــــــــــــــــــ
مررتُ من جَانبِ كلبٍ مُمدَّد،
لم يكترث لي!
لستُ وَحدي من سَئِم الدَّور.
ــــــــــــــــــــــــ
لا أستقرُّ إلا على  ..
مقعدُ دراسة،
سريرُ مَشفى،
أريكةٌ..
 في مجلس عزاء.
ــــــــــــــــــــــــ
أصبعي السّادس في القبضة
فوَهةٌ و هَدف،
أرجوكَ.. لا تقف أمامي
ــــــــــــــــــــــــ
القلبُ يُنقّي الدّمَ
من السّواد.
ــــــــــــــــــــــــ
تبعثرُ الأشياءِ
عاطفة.
ــــــــــــــــــــــــ
فشلُ الحُلمِ
تحتهُ وسادة مُنهكة
ــــــــــــــــــــــــ
الأجنحةُ
هروبٌ شرعيّ
ــــــــــــــــــــــــ
القيامةُ
مشروعُ فقراء
ــــــــــــــــــــــــ
نَظارتي
تَعرفُ الحقيقة
ــــــــــــــــــــــــ
غبارٌ على طاولة،
حداد..
على رحيلِ امرأة
ــــــــــــــــــــــــ
ناياتُ الوَجع
تُقيمُ صَلاةَ الخلاص.
ــــــــــــــــــــــــ
الدّواء..
رسالة أخيرة
قبل إغلاقِ المظروف.
ــــــــــــــــــــــــ
الرئة..
موظفُ حِسابات.
ــــــــــــــــــــــــ
الإنسان حبٌ
والعكسُ غيرُ صحيحٍ.
ــــــــــــــــــــــــ
النوم..
يأسٌ من اللحاقِ بالشّمس.
ــــــــــــــــــــــــ
الحرّيةُ..
ساعةُ نِسيان.
ــــــــــــــــــــــــ
الخوف..
شوكةٌ في عُكّازِ العُمر.
ــــــــــــــــــــــــ
السّاحةُ الخلفيةُ
تَعرفُ طموحَ حرّاسِ المرمى
وأحقادهم.
ــــــــــــــــــــــــ
رجعَ الشّتاءُ أدراجه
بعد إصابةِ الرّبيعِ بنوبةِ برد.
ــــــــــــــــــــــــ
فلسَفة الحياة
حفلةٌ تنكرية.
ــــــــــــــــــــــــ
كبوتي
عِتابُ دربٍ على نسيانه.
ــــــــــــــــــــــــ
سأعتمدُ على نفسي
وأنظرُ بعينٍ واحدة.
ــــــــــــــــــــــــ
قنبلة ٌ
من قتلت سكوتي.
ــــــــــــــــــــــــ

الفأرُ يستفزُّ القِطَّ
وتستمر الحياة.