الاثنين، 25 يوليو 2016

سَقَمُ الزمان



حَرفِي يَئنُّ بَعدَ مَوتِ فَمِي 
 وَدونَهُ ضَلَّ البَها قَلَمِي

كَريشَةٍ عَن طيرِهَا رُفِعَتْ 
 لتُبْدِلَ التّحليقَ بِالألَم ِ

هَل أذكُرُ البِلادَ خاوِيَةً
أو أرتَدي الألوَانَ فِي الظُّلَمِ   
  
أو أفهَمُ الضَلالَ مَأثَرة
  أو أبحَثُ اللذَّاتَ في النَّدَمِ

فِيمَّ التّغنّي والمَقامُ هَوى 
 وتَحتَ إيوَاني ثَوى نَغَمِي

أضَعتُ في دَارِ السَلامِ هوًى
 فِيهِ مِدادُ الشِّعرِ والكَلِمِ

قَصِيدَتِي جَرحُ قًيودِ يَدي
وبَعضُ أمرَاضِي ونَزفُ دَمِي

تَقتُلنِي أنفَاسُ لَيلَتِها
 يٌعِيدُني الصَباحُ للعَدَمِ

أنَا الّذِي يَسِيرُ في شَرَكٍ
وتَعبَثُ الأقدَارُ في قَدَمِي

أرجُو سَراحَ لَعنَةٍ كَبُرَت
أو أمحُوَ البُهتَانَ مِن قَسَمِي

مِنذُ الصِبَا و القَاعُ يَسكُنُنَا 
 وتَختَلي الحَيَاةَ بِالقِمَمِ

لَو كَانَ لِي أمرِي نَسَختُ غَدِي
 أو أُرجِعُ التَاريخَ فِي القِدَمِ

أو أنَّنِي أخلَفتُ مَوعِدَنا 
 لو أنَّنِي أشكُو رُؤى حُلُمِي

ليتَ السِنينَ الرّاحِلاتُ غَفَت 
 عَن حَاضِرِ الأيَامِ والأُمَمِ

يَا عُمرِيَ المَسفُوكُ أضحِيًة
لَم يَأمَنِ النُحُورَ بالسَّقَمِ

أدرَكَني فَصلُ المَشيبِ فَتَى
 وصَوتِيَ المَكتُوبُ مِن تُهَمِي

فَصَارَتِ الأَبيَاتُ مُعتَقَلِي 
 ونَوبَتِي فِي سَاعةِ النُظُمِ




سَوءة :



وتَستَمر المَعركة
 نحنُ بني قِتال
مَن يُخطِئُ ضَحيَّةً ..
تَعدمُه خِيانةً.
حربٌ لا تَهدأ أبدا,
وإن نفذت الذَخيرة
تَشتمُني رَصاصةٌ.. وتَمُرُّ
لا أرى لونَ الطّيور,
خُوذتي تَحجِبُ وَعيِا
لا يُصَدق
القِتالُ الأعزل ليس عُذريا.
يا الهي..
هل آذى مَدى سِلاحي
بعضَ قُطعانِ الخِراف؟
هل أحتفل؟
من يحتفل بموت؟!
فليصفَعني غرابُ قابيل.


اضطهاد

خرج من السجن , نظر للسماء ؛ أيقن أنه لايزال محبوسا .

تباين:

كلمهم العم عن الرجولة , ارتادوا نوادي بناء الأجسام .

رماد:

بعدَ دُخان الحريقِ..
 مَاذا ؟
  أقبَل التّعازي !
 الصّورة الموّشحَة تَسكنُ  جِدار غُرفَتي
 في دُرجِ خزَانتي مِفتاحي الأمِين
خَلفي ثلاثون سَنة عَوانس ..
 ودَير  
من خانني  يَا أكبر الأصنام !
عيدان الثقاب              
 تحلفُ بالبرَاءة
و يصطبغُ رؤوسَها سّواد
إلى من همَّه الأمر
سأصرخُ في سرِّي حتَّى ألامسُ قَعرَهُ
أرجمُ الجبالَ بحِجر
أتَّبعُ ظلَّ المَغيب
 أسندَ ورأسي على سرير اليّوم
أغتَسلُ من ذَنبِكم
توبةِ الغسيلِ الأبيض
باطلة ديَّة الزجاج
قد قبضتُ قبضة من أثرِ الرَّماد
كذلك سوَّلت أنفُسكم
لن تَكذبَ شهادةُ الدماء
 أخبرت ربِّها عن كلِّ شيء
 وجفَّتِ الصُحف
شاهَ زحام اللوان

 لن ينالَ جنةً إلا البَياض

السبت، 23 يوليو 2016

خيبة

وَجدتُ كتَابي بلا حُروفٍ, هل نَزفَ الحِبرُ قبل أن يَطأ عَروسه؟ وقدمُ القلمِ مبتورةٌ تحتَ أثوابِ الهَزيمة , كانت السَنابلُ اليباسُ سَبعةً في ظِلها سبعة , في ظلها سبعة ,.... في ظلها حَفل انتصارٍ كاذبٍ.

يأسِرنِي جيشُ البعوضِ, يقودني لحَافة منزلقة تلملم خُطًى منتهية, رَفعتُ أسبابَ التَدنّي فانهارت الأسُس, طفقتُ أردمُ نزيزَ الوقتِ مِن جَيبي اليتيم, وشقًّ ثوبٍ فاحشُ الخطيئة, من أين لي بِكفيلٍ على تدوينِ أقوالي, سوطٌ و شيخٌ, وسماءٌ تَرفِضنِي غيمةً, كلَّ مَا هَممتُ في ذكرِ الحقيقة تَهربُ من فَمي إلى مِعدتي , قد يَكون نَوم البومِ أصدقُ من قَمرٍ في ليلةٍ مُعاقة. 

دموعٌ أبجدية



نعيٌ جديد
يصفعُ غرَّة الصَّباح
يستدعيَ السواد في يومٍ بريء
ولا يزال في فَمي طعمُ رِثاء
مِن دربِ وأدٍ ليسٍ بالبعيد  

شحَّ الهواء
هل أرضَنا تدور ؟!
 أيَّامنا ترجَّلت

وغفوة الظّلام
استيقَظَتْ
فمن يعين ميَّتا على المسير؟!

وضَعفِنا موتٌ بَديل
يَسطو على الوُجوه
يعلنُ حَرب الأوبئة
يَمنحُنا أمتعة الرّحيل
ورحلة بلا ثمن

وفرصة النَّجاة كالمحيط ..
في مياهِه وكرُ فِخاخ اللاجئين
تنقذُهم أكفان
  تلبسُ بالمجَّان
بياضُها حقيقةٌ يَخافُها الإنسان
فهل لنا وُجود !
وحِكمة العرَّافِ من بَلادةِ المجنون

من أسفلِ الخلود
ينعتُنا حافرهُ بِصيدهِ الثّمين
ينعتنا بموسمِ الأرباح
ورأسُ كلِّ ساعةٍ ترمُقُنا مَقاصِل الأخبار
بحجّةِ الزّحَام

يا حضرةَ الغيمِ الذي يضمِّدُ الجبل
ألا يزالُ الموتً حاكما على الدّيار
بنرجسيةِ الرَحى
بلا عهدٍ .. بلا خَجل
كم يلزمُ الإنسانَ حزنا كي يعيش ؟
غذائُنا مسممٌ
  مسيرُنا..
 مشروع انتِحار
أعيادُنا مُوقوفةٌ
و حَفلنا
وعدٌ على جنازةٍ
وصيحات وليدنا
أغنيةٌ تختزلُ الحياة

يا كوكبَ السَّماء هل تُعيرني سَكن
من نجمتَينِ فيهِما أوطّنُ الوَطن
يا للوطن
يا للوطن
ضاعَ الذي فوقَ الوطن
فمن لمن يعود ؟

يخبِرني قطر النَّدى كأنَّه الدّموع
عن أجَلِ الصفصافِ في الرَبى
وقد تَداعى ماؤه عند السّواقي

أينَ أدَوِّنُ الأسَى هذا الصَّباح
ودفتَري يُرهِقني
ملأتُه مَراسِم العَزاء
كأنَّه سِجلُ قيد الراحلين
تَسابقوا على تذاكر الخِتام
يقودُهم صغيرًهم
يتبعُه الكُهول
سأحتسي قَصائدي
كي أنتُج البكاء
فكلّ كلمَة أنَا
وكلُّ أحرُفي هُنا
كانت غَسولَ مأتمٍ
أو قطرةٌ نافقة
جفَّت بنهرٍ صائم
و جرحَ حربٍ نازفٍ
يحلمُ بالبقاء
أو علما ممزّقا
يَنشِدُ دوما موطني
لتخبو الحياة بالنشيد.

( ....... يا أبا حميد )


إيماءات

خفيّةٌ خلف بَشر
تُداعبُ تَمرُّدَ نمرٍ مُتَّكئ
تَلمِزُني من بينَ أنقاض وَطن
 وَنظرتي حاناتُ ألوانِ النّزَق
تَحت  نجمة تنُّوي التّشظّي  
 لهفًة ..
على تلٍّ أنارتْ وجنَتيه
جنِّيّةُ الحضُور
 تباغِتني من دَعكِ شَعرٍ
تّهمسُ في أُذُنِ الخُرافة
قد يَطولُ رَبيعُ أيّ عام
فقَط ..
انوِ وصَدّق
السنينُ تَلِدُ أياما تَوائِم
سّمِّ وليدَكَ ما تَشاء
قَبائلُ الزُنوجِ عارية
ارتَدِ جِسمي على هَيكل قَلب
هنا بِدايةُ الأزل
حياتُنا لونُ أظافر امرأة
وبَسمةٌ
تَطلِقُ مَخزونَ مَشيبٍ من تَصابٍ
سأعتَرف
عَينِي رَسولٌ ماجنٌ
لا يكتَفي من رُؤية الطّريق
لهُ فِيه مَآربُ أخرى
حِمْيَتي مُخادعة
حقيبةٌ لا تَسع دواءَ قلب

لكنَّ يَدي تَستطيعُ مَسكَ وردة

رتابة :


لأن أرضي خَرِبة
أهربُ عن ضوءِ القمر
أحمِل عيني في يدي
في وجهي ملامحٌ صَمَّاء
أشرعةٌ مُعاقبةٌ خلفَ مصبِّ الرّيح
أسيرُ خلفَ ظلّي  
كانت وصيّةُ أبي لا تلتفت
 أنقطعَ وحيُ السّماء
 كلُ أديانِ المواسمِ لَعنات
أدمنتُ السّير أعرَجا
في قدمي شوكةُ من التّولي في الحروب
وشوكةُ الشِّظاف
ثالثة من الفقدِ مسمومة
معطفي نصفُ بَدني
 دخان سجارتي
قَبسٌ من روحي
محطّاتي مفترضة
أمضي بلا هوّيةٍ
تَعرفني مفارز الأقدار
أنا .. أنا
لن أسألَ الحياةَ سُلفة

فربّما يشمُلها التَّقشّف

بلاء :






وعَاد.
مرتديا ..
مخالبَ حَصاد
شبّقٌ
يطوي سّنابل
على ثيابِ طفلةٍ
رَسمُ كوخٍ وسَاقية
وخطِّ ماءٍ مائلٍ
أسكَته ضَّجِيج
سُرِقَتْ عَصا شَيخ القَبيلة
وحُرِّرَ إعلان
علامةُ استفهام
لم يحضر الرّبيع؟
أراملُ الحَمام
رصيدُ صيَّاد جنائز

مجرمة..
من يُكرهُ لون شجرة ؟
مُجرمةٌ ..
عَواصفُ الصَّحراء.

الجمعة، 22 يوليو 2016

بعد الأقصى:



هدّت قوايَ بليّتي=وبكت ضناها حيلتي
فقدت علاء سموِّها=بعد التماس هويّتي
كم تائهٍ كم عاجزٍ=عثرت خطاه بخطوتي
كلّ الدروب بلا هدى=عَجزت مشاربُ ملّتي 
سفك الخلاف وجودنا=ورياؤنا بالعفَّةِ
من ذا يقود هلاكنا=أهم العدى أم إخوتي 
حجب السواد رشادهم=وقذت رؤاهم صحوتي
سرجوا الخيول بجلدنا=وتبختروا بالصهوةِ
وتراهنوا وتعاندوا=بمرادهم كالصبيةِ
فإذا دعاهم بِرّهم=نسكوا القلى للقبلةِ
يدعون دبر صلاتهم=لو من أتى في نصرتي
وكأنَّهم غجرٌ فلا=تعني حماهم حُرمَتي 
يا منتهانا حسرةٌ=صارت بلادي حسرتي
أشكو إلهي أمة=هي مشتكايَ وتهمتي
بعدت مرافئ بَرّها=ومحيطها ثملٌ عتي
وملامحٌ لا يرتقي=مضمونها للعزّةِ
من أسرةٍ كانت لنا=من خانَ نسلَ الأسرةِ
أدنى الجباه لباسها=وكبيرها هزلٌ فتي
فإذا تقوم تكشّفت=صارت تسيء بسمعتي
فأحلّ قومي نسخها=بدءاً بطعم القهوةِ
فتبعثر الأقصى سدًى = أثرا يعاتب نظرتي
وتبعثرت أوطاننا=والدار أصبح خيمتي
وتبعثرت من عقدنا=لغتي وخفّة بسمتي
وتبعثرت أمجادنا=عبثا بحاضر أمّتي