الخميس، 21 يوليو 2016

احتضار

حِينَما يَدنُو مسَائِي أسمَعكْ
تَطلبُ العَونَ و كَفّي ضَائِعةْ
بين إجرَام الشَظايا
والأزيِزْ

صِرتَ وحيًا  بينَ روحِي و السَماءْ
تُبصِرُ المَوتَ بعينٍ خائرةْ
 فأرى الروح كحّيٍ
ينزع الإنسان كالقَيدِ المُهَشَّمْ
وبَقايَاكَ القَلِيلةْ
تَرفعُ الأنفاسَ طوعًا للإلهْ
فتُغادرْ
وأُشَاهِدْ
وتعيدً الجسمَ دينًا للتراب
وسُباتي فيَّ تيهٌ
وذهولي
كانَ مسًّا من أحاجِّي القنوتْ

بين صَمتِي
و أفولِ الروحِ من عَينَيكَ قِصَّةْ
غيَّرتْ وجهَ صلاتي و الإمامْ
ترفعُ الأصفارَ عن عمرِي القَديمْ
تسألُ الشيطانَ من أي قبيلةْ
قد يكونُ الدمُ لونًا
يصبغُ الوردَ وأعراسَ الصَبايا
و القيِامةْ

يا شهيدا
وعلى القوم شهيدْ
العَن الغربانَ من لونِ السوادْ
واركَب الخيلَ على مرأى الوُلَاة
وتَقهقَر في زمَانٍ طيّبٍ خلفَ الحروبْ
تُخبرُ الأسلافَ عن عهدٍ غريبْ
سَبتُهُ فيهِ مُعَظَّمْ
و حَنينُ الأمسِ لعنةْ
وخَطايا العَيشِ خبزٌ و ابتسامةْ
وديونَ الجيبِ توحي بالعَذابْ

كلَّما سِرتُ على ذاك الطريقْ
أكمَلت رو حُك  قولا
بتر العَصفً لسًانهْ
والأحاديثٌ بثغرِكْ
و المَعَانِيْ
و النِهايةْ
وحُضوري جنب تحليقك جرمٌ
وأحادِيثي كبَائر
وارتِجافي كانَ بَردًا
من الأعيبِ الظلامْ

كلَّما حلَّ مساءٌ أسمعك
فِي غِناءِ الرِيحِ صوتٌ من كَلامَك
يَجلدُ الوقتَ فيَحمَرُ الشَّفق
ويَنُاغي الجُرحَ مِن تَحتِ الضَماد
ويُحاكي فيَّ ذنبًا
يدَّعي الكُفرَ على كلِّ العَبيد

يَا حَياتي
امنَحيِني العَيشَ في عمرٍ جديدْ
لا ألومُ الظهرَ فيهِ والغروبْ
فرحيلُ الليلِ ساعةْ
ورحيلُ الشمسِ ساعة

وشهيدُ الأمسِ يأباه الرَّحيلْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق