الخميس، 21 يوليو 2016

إيلان عين العرب:



أبَحرٌ مَا بَكى فِيكَ الصَغيرُ 
 وقَد أضنَى طُفُولَتَهُ المَصِيرُ

فَتَحنُو فِي الرَّدَى بَعَض الثَوانِي 
 لعَلّ المَوتَ يُؤلمه الضَميرُ

ألا أدرَكتَ فِي الأموَاجِ صَمتا 
 وَرَملا رضّهُ الجِسمُ الطَهور ُ

كأنَّ النومَ يَغشَى مُقلتَيهِ 
 ودُون الأمِّ  يَحضُنُهُ الغَفيرُ

تَكادُ الأرضُ تَفنى مِن أسَاها 
 كحيِّ نالَ نَجواهُ الشعورُ

إلى أينَ اتّجاهُ الرَحلِ قُلّي 
 وَهذا العُمرُ يُفنِيهِ الهَجيرُ

أمَا في عُرفِنا إحسَانً ضَيفٍ
 أمَا في قَومِنا فَذٌّ يُجيرُ

جُسورُ الغَربِ مُدّت في لِقانا 
 ورَحبّ العُربِ تُنكِرُهُ القُصورُ

لِباسُ الجُودِ يأبَاهُم مَقاسَا 
 ودارُ الجودِ أحرَقَهُا السعيرُ

عَلى تِلكَ البِلاد الرُوحُ ثَكلى  
 و يَغفو عن ليَالِيهَا السَميرُ

دمشقٌ يا نَدى دَمعٍ و نزفٍ 
 عَبيرٌ ضلّ نَفحتَهُ العَبيرُ

كأنّ الآهَ في شَكواكِ نَعيٌ 
 عَلى شعبٍ تُعاقِرهُ البُحورُ

حَمَلنا الجُرحَ كي نُشفى بَعيدا 
وفي الأقدَارِ تُرجِعنا القُبورُ

رَجَونا في الرَجا مَالا رَجونا 
 وَعسرُ الدربِ يَجهَلُهُ الضَريرُ

فَهل نحيا بِأرضٍ غَيرُ أرضٍ
 وبَعدَ الأهلِ يَذكُرنا السُرورُ

سَيَبقَى طِفلُنا المَهدورُ سِفرَا 
 يَخلِّدُنا إذا أَزِفَ المسيرُ   


وَنَمضِي دَائِما صَوبَ المنَافي 
 وعَينُ الضَادِ فِينا تَستَديرُ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق