الخميس، 5 أكتوبر 2017

الصورة سالبة (نيجاتيف) :




كمسنٍّ في دار رعاية،
يخبئُ انكسارا تحت جلبابٍ طويل،
أنا..
في صورةٍ متهرئة،
تَجاوزتْ سنَّ اليأس.
البدايات كانت بين أنامل طفلتي
دَونتْ فيها اسمي على وجه السماء،
كقصيدة،
والمنصّة نقطة تنهي القصيدة.
قبطانها يُسافر واقفا ليُمسكَ البَحرَ باليدين ،
مَركبُه يَغسلُ وجهَ المدينة.
لِمَ هاجرت النَّوارس؟
انظروا إلى كفوفكم ستعرفون الحق
عاريةُ الصَّدرِ ليست سَاقطة
أرضعتْ لقيطا يصرخ :أمي
انتزعت عفَّة الأغلفة، 
 بشرف..
انزعوا الأحذيةَ عندما تُفكرون،
مثل حروفٍ ناجية من كتاب مُحرَّف،
نضَّدَهُ من اعتقلوا الحقيقة،
تجارُ أقنعة
أدمنوا الاستيقاظ قبل منبهِ الشَّيطان،
كي يأخذوا بمِقودِ اليوم.
مثلما ادعوا غروبَ الشَّمسِ الخالدة،
والأرض من تجري لتلتمسَ الشّروق.
العدل أساس ماذا؟
وتاريخُ بني الصَّحراءِ مكتوبٌ على الرَّمال.
 منهم من أبصقُ اسمهُ
عندما أشتمُ بعض الخونة،
وأنا أحاول ارتداء بدلةٍ مُستعملة.
 كالغيمِ.. يَبصقُ على أدعياء معرفةِ السَّماء،
يولدون ..يموتون تحتها
ويدَّعون اختراقَ غشاءِ الغيب.
عَمَاكُم الإله.
من قالَ إنَّه رأى عيني كذب.
 أرتدي نظارة رخيصة
أستر بها عورةَ الصّدق،
خجلا من الضَّوء.
أنا .. لم أبتسم
صورتي لا تشبهني
كل الحكاية..
أنها سالبة .
نصفُ الكأسِ كان فارغا منذ البداية.
والكفُّ واحدة.
فالخسائرُ بالغةُ الثمن،

 والانتصارات.

السبت، 23 سبتمبر 2017

قسمة على اثنين:




لأن..
 اسم الأبِ واحدٌ في البطاقة؛
يَقفُ وراءَ الابنِ دائما.
والفطام مجاز،
 خلفَ كلِّ كوب حليبٍ ثَمَّة أم.
بيدٍ واحدةٍ..
لن تُصفِّقَ الحياة.
ليستمرّ الإيقاع..
يحتاجُ لصديقٍ واحدٍ،

وزوجة.

الاثنين، 14 أغسطس 2017

خطُّ الأفق


 خطُّ الأفق:

الحكايةُ: فَرَدَ الأمسُ جناحَيهِ ولم يُحلق، واتسع اليومُ لكلِّ هذا؟
ربَّما مُرِّرتْ بعضُ المعاصي . وأُثقلت السحابةُ البيضاءُ بأدعيةٍ صاعدةٍ بلا طهارة، رَكبَ الفكرَ هلوسَةُ الـ ( متى )، متى يَعبرُ الظِّلُّ خطَّ التَّوحد؟ الدميمُ لا يرتدي القبحَ إلا من عيونٍ تلونت بين مساءٍ وضُّحًى . متى يرتجفُ البردُ من نَفسه؟ أو تَكبَرُ مَلابسُ الأطفال؟ ومَوعدُ الشَّمس؟ قالوا بُعيد حُمرةِ الشَّفقِ وسَكتوا، فادعى اللَّيلُ الرّياسةَ.. والنَّهار: الوقتُ ليسَ رقما لو قُيدت رِحلةُ زُهيراتِ الأمل. كثيراتٌ من تدَّعينَ الصِّبا، بعدما نفِدت نَضائدُ المَقاييس، أُلغيتْ مَسافاتُ النُّجوم ووَحَّدَ الوالي تواريخَ الولادةِ ليُدركَ الحكاية.  
 الحكايةُ مُختبئةٌ خلفَ عَين الجدِّ إذا تكلم، متى يُحلقُ الأمس.


الاثنين، 7 أغسطس 2017

من دفتري الأحمر :



لم أخبركِ بكل شيء.
لي على وجهكِ لوحةٌ،
متعتها النَّظر..
لذلك لم أتكلم.
 قلمي الذي يكتبني
مكحلة عينيك التي فقدتِها ..
بعد النَّظرةِ الثانية.
وكلُّ ما على الورقِ علاقة
فساتينُ،
 مشاويرُ،
وعلبةٌ كأنها لخاتم.
لو تحسستِ قلبي مرةً
 لعلمتِ أنَّه ساخن
كنتُ أجمعُ البوحَ هناك
وأُسقطُ مفتاحَ قفص الصَّدر
لو كنت تجيدين السَّرقة
ما شاختْ ورقةُ الدُّرَاق

في قلب دفترٍ أحمر.

السبت، 22 يوليو 2017

أحلام الظهيرة:





الحديقةُ..
حُلْمُ النَّهار،
حينَ تُغمضُ الشَّمسُ عينَها بغيمة.
أرى وجوهَ على الأغصَانِ،
وردٌ،
فاكهةٌ،
وشجرةُ سدرٍ.
و لأنَّني الوحِيد الذي مَعهُ يَديه،
توقظني المَعاولُ في زرع آخرين.

الخميس، 22 يونيو 2017

عتاب


إدَّعى المُعرِضُ أن شِئتُ الخِصَاما
 دونَ تِبيانٍ ولا أبدى مَلاما

أيَّها الجَازمُ بالظّنِّ ألا 
تَقتفي ومضا بليلي لا الظَّلاما

بسمَتي غابت لدهرٍ إنقضى 
وارتَدَتْ صَومي عن السَّعدِ لجاما

إنَّني ذاتُ المُسمى سَابقا 
 صَاحب الصَّحبِ إذا أمسوا نَدامى

غيرَ أنَّ الحَال أدنَى رُتبتي 
 وأنامَ الصُبحَ عنِّي كي أنَاما

يا صديقي كان وعدا بَيننا 
 أن تراني صَاحبا كانَ وداما

مسَّني الضرُّ فأين المُشتكى 
 إذ رأيتُ الصّدَّ مِنكَ المستداما

كنتُ إيناسا أعاطيك الصفا 
 كيفَ أضحيتَ تساويني  العواما

أم تعرى العَهدُ فينا خالعا 
 كلَّ ما يُحيي مُصافاةَ القُدامى

ما أنا إلا مَرايا رفقتي 
 لو سعينا بالوفا بتنا كراما

فزمانُ المرءِ لا يَعضُدهُ 
إن جفاهُ النَّاس خَلفا و أمَاما

كلُّ ما شَاء المُعادي فليكن
 ما تمَادى الصَّحبُ في الظنِّ خِتاما

بلال الجميلي/ بغداد 2017



الجمعة، 2 يونيو 2017

عناوين:



الرّيحُ امتهنت الهجرَة
بعدما عَجزت الأوطانُ عن حمايةِ الأجواء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تَبَقَّى حِذاء،
وكرةٌ صغيرةٌ داخلَ هدفٍ..
لم يحتسب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وَحدي مَن شَهِدَ نومَ القمر،
 بعدما سئمَ من القول لكلِّ ساهرٍ:
تصبحُ على خير.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

حينما انتهى اليَوم
كانَ هناكَ المزيدُ من الوقت في ساعةِ يدي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الليلُ لا يعيرُ النَّهارَ عَباءته،
وإن جاءَ عاريا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

سأرسمُ شمسا على السِّتارة،
فالنَّومُ لا يقبلني.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأبُ..
  طويلُ الظلِّ دائما .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السعال..
 صراخُ الأحشاء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النايُ..
 ذاكرةُ الشَّجرة،
يعزف أوراقا و طيورًا..
وأسماءً محفورة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

النَّاسُ أطفالٌ،
والحروبُ شعلةٌ،
الجَميعُ احرقوا أصَابعَهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

حينما نطقَ الغرابُ
كان يعتقدُ أنَّه سَمِع غربانا،
لا بشرا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الهاربُ الوحيدُ مِنَ المعركةِ..
يؤمنُ أنَّ الروحَ مقدسة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الفرق بين التوائمِ و الأخوَّةِ..
الأخيرةُ لا تحتاج لإثبات نسب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الريحُ بائعةٌ متجولةٌ،
تشتري أنفاسَنا،
و تبيعُ أوراقَ الشَّجر .






السبت، 27 مايو 2017

يَومِيًّا:


الموعدُ..
كلّ يومٍ على النَّاصية.
اشتري رزقَ الإله،
ورضاه.
مُتأبَّطا أفواهَ الصِّبيَة،
وأحلامُ البناتِ مع حَلقَةِ المَفاتيحِ.
ما بين الأرضِ و السَّماء..
طريقٌ محدودبُ الضَّمير،
أزكمَهُ دُخانُ سيارةٍ فارهة.
بطوننا واضحةُ الأصوات،
الوضعُ كما هوَ،
صُداعٌ
وفي الصَّيدلية..
حبوبُ مانعِ الحَل.

بلال الجميلي/ بغداد 2017

الخميس، 18 مايو 2017

الشَّهيد

 عَضَدْتَ الأرضَ في مَنعِ الحجابِ 
 وتَفدِيها بأشلاك الخِضابِ

مضى عُمُرُ الخلائق في مَواتٍ 
 و أنتَ الحيُّ في المَعنى الصَّوابِ

أتيت الحتفَ كي تعلو شَهيدًا 
 وتُخلي الرّوح وَمضا كالشّهابِ

 سَقطتَ وبَعدَكَ الرَّايات قامتْ 
 وعادَ البأسُ مَحمومَ الحرابِ

عَلا فينا الثَّرى حدَّ الثُريَّا 
 بأجيالٍ غَفتْ تحتَ التُّرابِ

ألا يا مَوطنَ الكِفلِ المُعنَّى
 بَنُوكَ تَقدموا صَدرَ الرِّكابِ

إذا ما أرعدت سودُ النَّوايا 
 كَفوكَ الخَصمَ سَفحا في الجَوابِ

كأنَّ في وصَاياهم قَصيدٌ
مُغنَّاةٌ بأنفاسٍ غِضَابِ

أنا لو أذكر الموتى فِداءً 
 يقوم الموتُ حيَّا في خِطابي

 أرى في قبضتي ألفي شهيدٍ
 وخلفَ مدارجي أوعندَ بابي

أنا المولود في أرضٍ مَصونٍ
عراقيٌ ومَحفوظٌ جنابي