السبت، 25 يونيو 2022

المحطةُ الأولى:

 


 

صعبٌ أن أشرحَ لكَ ما يجري

يا عقليَ الحاصلَ على شَهادة،

جِدْ لي مساحةً خَرِفةً

وصافرةَ شرطيٍّ مُتقاعدٍ

كي أَصُدَّ هجومَ هذه السّنة.

لن أصلَ هذا الصّباح

المسافةُ صَارتِ انتظار

والكلُ يَنظرُ إلى قدميهِ الكبيرتين.

ظالمةٌ هي الآلامُ

تَستخدمُ الأيامَ ولا تُعيدُها

ثُمَّ يَأتي ذلكَ الرَّقمُ الكبيرُ

ليُخبِرَكَ أنَّهُ عُمُرك.

مَدينتي ارفَعي ثيابَ الأرضِ

لأرى من ينامُ تحتها منَّا

فأُصلي وأنا فاقدُ الرَّأس

كما تفعلُ العجوزُ

تضعُ عِصَابةً سوداءَ بدلَ رأسِها الذي سيقَ إلى السَّواتر

تتجاهلُ تقويمَ السِّنين، وتُردِّدُ:

مستحيلٌ أن يُغادرَنا الفرحُ،

هناكَ من يُرزقُ بالتَّوائمِ في مشافيَ المدينةِ

كي يَرثوا من ماتَ عازِبا،

أو من لوَّحَ بيدهِ من دونِ أن يُودعَهُ أحد.

باردٌ حُزنِ المحطةِ الأولى

سرقَ المطارُ كلَ شيءٍ

حتَّى هدايا الرّجوع.

المسافرُ صارَ لا يحملُ الحقائبَ.

والسَّماءُ صارتْ لا تُعِيرُ الشَّمسَ وقتها الكافي،

لِتُسدِلَ المَساءَ على مسارِ أسرابِ الأِوز

الجميعُ ينتظرونَ

وأمِّي تعلمُ أنَّ أبي مُسافرٌ لايحملُ حَقائب.


بلال الجميلي 2022

 

 

الخميس، 10 فبراير 2022

  من دجى حزني

 

صحيحُ الجسمِ والممشى صحيحُ = ولكن من دُجى حُزني أطيحُ

أصابتني التي نزلتْ بساحي = رمتْ صدري وأردتني الجروحُ

على أرضي ثوى بدني، وروحي=  تُلاعِبُها سماواتٌ وريحُ

فلِيْ في كلِّ حادثةٍ نزيفٌ = ومُنذ الطَّفِّ نائِحَتي تَنوحُ

ولي حُلُمٌ منَ الأضغاثِ لكن = وسَاوسُهُ يُترجِمُها الوضوحُ

تُواعدُني بصومِ الدهرِ قِسًّا = لتَصلِبَني إذا بُعِثَ المسيحُ

فيا طُرُقي الَّتي ضاقتْ برَكبي = ودربُ سَوائِنا رَحْبٌ فسيحُ

إلى أين السَّبيلُ وكيفَ أمضي= وأينَ مقاصدُ الحَيرى تروحُ

أعيدِيني لأقتلعَ الخَطايا = وبالأسرارِ قاطبةً أبوحُ

وأقطعُ وردَكِ المملوءَ شوكا = وفي فَوحِ الأزاهرِ لا يفوحُ

فإنِّي والخُطى أبناءُ تيهٍ = على سُبُلٍ هُداها لا يلوحُ

يُقاسمُني البكاءُ نهارَ يومي= ويدرُكُنا المساءُ ويستبيحُ

فليْ الآلامُ في صدري نَواعٍ = إذا كَتَّمتُ أهاتي تَصيحُ

وليْ شوقٌ إلى أمسٍ نديم ٍ =  على طَرَفِ المدامعِ مُستريحُ