الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016

سَيرٌ على أربَع :




أومَأ برأسهِ صَباحا، كَلبُ حينا الداكنُ جزءٌ من تَضاريسِ الزّقاق، نَظرتُه تُجيدُ التَحدُّث، رَاقبَ ظواهرَ الكلِّ ، استرخى في حُضنِ الظّهيرة، بينه وبينَ أبيهِ وعدٌ ورسالة، قَيَّدهُ بتعداد السُّلطاتِ ، عَاهدَ الضَّوءَ على حِراسةِ القَمر وفي أُذُنيهِ وَجعُ الشَّتيمة. كحامي مَقبرةِ المملكة، لا يَسيرُ إلا إذا سَكتَ الطَّريقُ.. على أربعٍ ليكون أقرب لهذي الأرض، يقرأ كفَّ الفجرِ على بِساطِ ليلٍ منتهي، مُتَّكئا مِثل الكُهُول في باحةِ شمس الشّتاء، شَكا البردَ والغلاءَ وقلَّة الأقدامِ التي تَمُرُّ مِن هُنا، ثم أعادَ لونَه وفي عينيه ألوانٌ عَدِيدةٌ، في صَدرهِ عُطورٌ لكثيرين، وفقرُ الدَّمِ مزمِنٌ ، لم يَنظر إلى أعلى سَاعة الكُسوف، يَحملُ وِسامَه بفمهِ، مِمَن رَفضوا السُّحتَ تحتَ مَائدةِ الأبَاطرة، ظَلَّ بِلا طَوقِ ذَهبٍ، ولا يزالُ يَسمعُ سَرد صَوتِ الرّيحِ كما تَسمعها الأغصانُ ، عِصاميٌّ .. يُقيمُ جَنبَ جِدارِ الجَار،
ينتظر الجميع..ويعرف الجميع.