الاثنين، 24 سبتمبر 2018

عُمُرُ الجمر


لم يترك الرّجاءَ فينا ما جرى 
أو ارتخت أوزارُهُ كي نَصبِرا

إنّا على الأوجاعِ صِرنا  نَتَّكي
 لمَّا يباسُ عُودِنا تكسَّرا

من صفعةِ الأمسِ البعيدِ لم نَزل
صرعى فما يرجوه ما تأخَّرا 

تجلِدُنا الدنيا بأيامِ الشَّقا
تَغيرتْ، والسَّوط ُ ما تغيَّرا

 لا شارعٌ يَهدي السَّبيلَ عِندنا
ولا قُـرانا أصبحتْ تبدو قرى

صِغارُنـا مسَّ الضَنى أعوامَهم
كبارُنا يستعـجلونَ المَحشرا 

صلاتُنا ما غادرت أوقاتَها
والبابَ والمحرابَ والمُستغفِرا

هذا الرَّبيعُ قد أتى مُلتهِبا
وربَّما شتاؤُنا لن يُمطِرا

ورُبَّما تاريخُنا لن تُقتفى
آثارُه من بعدِنا أو يَظهرا

يا عُمُرَ الجَمرِ الذي يُبيدُنا
ما هانَ في وطأتِهِ أو أَعْذَرا

طالَ المدى ومزَّق انتظارَنا
ونسمعُ العقبى سماعا لا نرى

تعوَّدتْ لونَ المَسا أبصارُنا
لمَّا غَفا نهارُها وأَنكَرا

مرَّ الزَّمانُ وانطوتْ أوراقُهُ
وذلكَ الحالُ مَضى مقُدَّرا     

لن تُجبرَ السُّنونُ إذ تَهشَّمتْ
في قبضةِ الدَّهرِ أسًى لن تُجبَرا


بلال الجميلي / بغداد2018

الأربعاء، 12 سبتمبر 2018

ثورة


صَفعني القمرُ،
حينما أمسكتُ بطرفِ اللّيل.
الصَّمتُ يُضِيعُ فرصةَ الغِناء.
دعِ التَّوسلَ أيّها الشّيخُ الغليظ،
اجلس حيثُ جَلسَ الرَّصيف.
ضاقتْ أجفانُ الملائِكة.
مِن اليمينِ ستسمعُ استغفارَ المَشانق،
الحبالُ تحسَّستْ أيضا مِن قبضةِ الجلّاد.
كانَ يمكن التَّأرجُحُ في باحةِ المعبد، 
لو ادعيتُ صُحبةَ ابنِ كاهن.
وقوفٌ أو توقُّف،
تفهمُ الأرضُ نيّاتَ الخيولِ
مِن عينِ من يَمتطيها.
كلَّ ما أحتاجُهُ مرآة،
أصفِّفُ وَجهي، 
أُنهي حَالتي،
وأنطلق.
فليسَ غَيرُ فرسِ الأمير.


بلال الجميلي/ بغداد 2018