الاثنين، 8 مايو 2017

آخرُ الدمع


أنا لا أبكي..
في مجلسِ عزاءٍ دولي،
يدَّعون..
أنَّ سماءَهم الزرقاءَ تبكي شتاءً
أنا ابنُ نَهرين،
والنَّهر لا يسألُ عن البُكاء.
لا أشبهُ بعضَ البَشر
بكائي أضعفُ الإيمان
وأولُ الولوجِ لعالمِ برزخٍ بارد،
لا حاجة فيه للدّموع
على وجنةِ غرقى.
البكاءُ صعبٌ بعدَ الانفجار،
حفرةٌ ،
أصواتُ أصدقاء..
وغيرِ أصدقاء،
غبارٌ ابنُ حَرام،
وجوهٌ مُطفأة
أفواهٌ تتمتمُ النّهاية،
مدنٌ تقعرتْ بعدَ انقشاعِ الموت.
لا أملكُ دمعًا كافيًا
يغسلُ ما تراه عينايَ كلّ يَوم ،
لا رُكنَ كامِلًا تركهُ التاريخ لي
فأين أتلو الفاتحة.
البعدُ وطنٌ يَصلح للاستهلاك.
في صُرَّةِ الملابسِ حفنةُ ترابٍ منَ الحَي
أودَعها النَملُ بعض بُيوضه
باحَ برائحةِ بالأرض،
وهَمسَ لي بوصيتهِ الأخيرة.
البعدُ مشروعُ ولادةٍ متأخِّرة،
يكفيهِ من كلِّ عامٍ فائتٍ صُورةٌ.
المغتربُ مستأجرٌ تَعِب،
والغروبُ في بلاد الغرب دافئ
يَقرأُ الرحمةَ على أمواتٍ دُفِنوا داخلَ الرأسِ.
أنا لا أبكي
بعدما غَسلت الدموعُ عيون أطفالِ خان شيخون
كانَ هذا آخرَ البكاءِ على الأرض،
توارثه أبناءُ العم..
بقسامِهم الشرعي
 بعدما رفضتْ السَّماءُ إعادةَ تدويرِ أي إنسان.
بلال الجميلي/ بغداد 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق