السبت، 4 مارس 2017

تجمعٌ مدَني:


مثلُ كلِّ مرَّةٍ سأقفُ مائل القدمَينِ وأُلقي خِطابيَ اليوميَّ في صالةِ المعيشةِ. صمتُ الجدرانِ يستوعبُ المَضمون. انعدامُ التَّصفيق يُطهِّرُ المَشهد. يمكنُ أن أقولَ كلمةً واحدةً تفهمها أشباحٌ صالحةٌ مَلَّتْ من رائحةِ طهي اللّحومِ الحَمراء. يكفي أن أَعِدَ وعدا غيرَ قابلٍ للفشل. أمامَ رسالةِ السَّماء تُلوِّحُ يدايَ بذاتِ الأسباب، خِتانُ الحقدِ وقطعُ آذانِ شياطينِ الفلاة . ملّتْ الأحكامُ من صناعةِ العِقاب، كلُّ إمضاءٍ فيها بَشِعٌ، كلُّ حرفٍ ككرسيٍ في مُحاكمة. سأغسلُ أوراقَ الدَّعاوى. أحتاجُ واحدةً فقط، بيضاءَ لتدوينِ وِلادة. من يأبهُ لبكاءِ طفلٍ لم يسمَّ بعد. والغروبُ يأتي دائما قبلَ تخمةِ قطبِ الشَمال. قلتُ رويدا، ثمَّ عَاوَدتُ خِطابي على مَسامعِ الدَّواب. حتى النَّملُ تَركَ حبَّات الأرزِ وبدأ يَنصت. البعدُ الثالثِ يُوضِّحُ التَّوجُّع. نَبذلُ جهدا كي نثبتَ سرعةَ صَّوتِ الألم.
بلال الجميلي/بغداد 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق