السبت، 16 ديسمبر 2023

في سورة يوسف:

 في ذكرى رحيلك الثالث ( والدي )



شيَّعتُ شمسا كي أُقيمَ غروبي
وهَمَستُ في أُذُنِ الغِوايةِ تُوبي

قلبي وعيني نادبٌ ويتيمةٌ
فيمَن طَوتهُ على الفراقِ خُطوبي

هذي مجالسُ دارِ أهلي يُتِّمتْ
وشَكَونَ بثَّا من نَّوى يعقوبِ

هدّمنَ أركانا عشيةَ رفعِهِ
كَمَدا كما شُقَّتْ عليه جُيوبي

أنا ريحُ يوسفَ يا بشيرُ و إنَّني
ودَّعتُ من يَجدُ الشَّذا بهبوبي

تغتالُ صورتُهُ الوجوهَ جميعَها
في وجهِ من رَكِبتْ خُطاهُ دُروبي

أيَّامُنا من دونِ دفءٍ بعدهُ
بردٌ يُؤَجِّجُ والبِعادُ لهيبي

والصَّمتُ والتِّيهُ المُلازمُ والشَّجى
هو آيَتي في فقدِهِ ومَشيبي

يا والدَ العُمرَينِ مَهدي والصِّبا
يا صُحبَتي بكُهُولتي وحبيبي

أبصرتُ في مِرآةِ بُعدِكَ وحشتي
وخُطوطَ عُمْرٍ من أوانِ مَغِيبي

يُؤذينيَ الصبيانُ لو نَادَوا أبا
بعذابِ مطعونٍ يُرى تَعذيبي

ناديتُ من بئرِ النَّبيِّ لَعلَّنا
ومسيرُ بعدِكَ لم يكنْ بقريبِ

يعقوبُ في رئتيَّ أطلالٌ وقد
شربَ الحنينُ نضَارتي بشحوبي

همساتُ إسمكَ في شفاهي فلتُجبْ
أحلامَنا إن لم تكنْ بمُجيبي

بلال الجميلي / بغداد2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق