الأحد، 9 يونيو 2024

واشتعل الرأس شيبا:


مَضى فصلُ الصِّبا عنِّي ورَاحَا
ومُنذُ الشَّيبِ أمري ما استراحا

أعيشُ دقائقَ الذكرى وعطرا
من الذكرى على النسيانِ فاحا

إلى أثري البعيدِ وعَدتُ عيني
أُرافقُها إذا ما الأمسُ لاحا

سنينٌ قَبلتْ وَجَناتِ عُمري
وصارتْ بعدَ نيساني رِياحا

إلامَ خلودُها أحلامُ رأسي
ودَثرتُ الكرى نومًا مُباحا

ليالٍ ما أراحتْ نِصفَ يَومي
ولا الصُّبحُ الذي أرجو أراحا

عَليلٌ ذلك المَدعو بِصبرٍ
يُعاهدُني وما أخلى سَراحا

يُناشدُني بأن أبقى صديقا
ويَبغي دونَ عُشَّينا جَناحا

وإني عندَ مَحبسِه أسيرٌ
قديمٌ، ما رأى عِتقا مُتاحا

على جدرانِه علَّقتُ صَوتي
وصَالحتُ المسامعَ والنُواحا

فَليْ في ذمةِ المَبكى يمينٌ
إذا ما شَحَّتِ الأقداحُ سَاحا

وَليْ في جَعبةِ الدُّنيا سِهامٌ
إذا ما عَانقتْ تَلدُ الجِراحا

سأبقى واقفا مادامَ دَربي
لغيرِ البُعدِ لا يَرضى سَماحا

وأبتاعُ الصَّفا من عينِ طفلٍ
ومن ظلِّ الضُّحى أشريْ وِشَاحا

يُواري الخُصلَةَ البيضاءَ عنّي
ويُسكِتُهُ إذا ما العمرُ بَاحا

بلال الجميلي/ بغداد 2024