في ذكرى رحيلك الثالث ( والدي )
السبت، 16 ديسمبر 2023
في سورة يوسف:
السبت، 2 ديسمبر 2023
على قيد الحياة
ماضٍ بعُمْري وإن ينتابَهُ الألمُ
وكلُّ حُزنٍ على وجهي سَيَبتَسِمُ
لم تَهزمِ السنواتُ الحمرُ ميمنتي
ولم تُذِلِّ القوى الأوجاعُ والسقمُ
في خطوتي يا دُجى الأيامِ بوصلةٌ
وفي عيوني هُدًى والأُغنياتُ فَمُ
هرولتُ كي أُدرِكَ الأفراحَ في لُغتي
ويبرأَ الحرفُ من جُرحي ويَلتئمُ
أنا وبوحي هُنا نايٌ وراقِصةٌ
كلٌّ يُجاري الذي قد هَزَّهُ النَّغَمُ
دوَّنتُهُ مُخلِيًا رأسي على وَرَقٍ
مُزاحِمًا من سَما شِعرا ومن نَظَمُوا
عاندتُ فيكِ الشَّجا يا بِنتَ قافيتي
لكنَّ ما نَالني من وَطئِها نَدمُ
أتعَبتُ كفَّ الَشقا والوقتُ أتعَبني
وما أتَى مَغنَمًا يبتزُّهُ العَدمُ
يا أيُّها القَدَرُ المُخفي مَلامِحَه
أرى على وجهِكَ الألوانَ تَرتَسِمُ
أُوتيتُ ما أُوتيَ الموعودُ في غَدِهِ
فذابَ فيَّ المَسا والنومُ والحُلُمُ
أبصرتُ مَرأى السَّنا والشَّمسُ تُنجِبُهُ
فكانَ دربي السَّنا بالنورِ يَزدَحِمُ
أَمضي ووسوَسَتي وَحيٌ يُخالِجُني
وصوتُ مَن أتعبوا الأسماعَ يَنكَتِمُ
على ضفافِ الرِّضا سَيَّرتُ راحِلتي
فكنتُ مِمَّن غدَا باللهِ يَعتَصِمُ
ما نَالَني مُوقِدُ النِّيرانَ في رَحلي
وما أَتتْ لم يَكن عُودي وتَلتَهِمُ
حَرَّرتُ في بسْمةِ الوجْناتِ مُعتَقلا
مُهادِنا وأَدانتْ شَخصَهُ التُّهَمُ
وأَعتَقتْ كلِماتي كُلَّ لَهجَتِها
وبالتجلِّي مَحَتْ أَوهامَ ما زَعَمُوا
سأرتدي زينةَ الأعياد ما بَقِيَتْ
أَيامُنا ومع الأَعيادِ أنسَجِمُ
وأَبتدي موسمَ الأمطارِ من عَطشي
مُستَمطِرا من لَظى ما كانَ يَحتَدِمُ
وأَعتلي ظهرَ دربي غيرَ مُلتفتٍ
كفاتحٍ بايَعتهُ الرُّوحُ والقَدَمُ
بلال الجميلي / بغداد 2023
السبت، 7 يناير 2023
صور من معركة
ليست زوجتي هذه البندقية
كما يدَّعي القائد
رغم أنَّ كليهما يُقَطِّعانِ اللَّحم
وقد تكونُ إحداهُما سببًا في موت رجل
بعبارةٍ أُخرى..
أنا ابنُ زقاقٍ ضيق،
لا يتسعُ لمرور اثنين
حبيبينِ مثلا
أو سيارةٍ وإسعاف
صاحبتي التي تحتضنُني عندما أرغب في البكاء
صارتْ نسخةً من المعلمةِ التي سألتنا مرةً:
ماذا نتمنى أن نكونَ عندما نكبَر.
أنا الوحيدُ الذي قرَّرَ أن يتحفَّظَ على الإجابة
لأنّي لم أزُر كلَّ أحيائِها،
بغدادُ
التي ارتدتِ الجِنز
وأَذِنَتْ بحلولِ ربيعِ هذه الأرض
يقالُ أنَّها شمسٌ تعثَّرتْ على أبوابِ الصَّباح
سرقها المغولُ عِقدًا ذهبيًّا
سألوني عن أوصافِها
نَسيت،
وصورتُها في جَيْبي
لا يقوى أحدٌ أن يُخبِرَني بأنَّني أُصِبتُ بالعمى.
لماذا أقفُ في منتصفِ الطَّريق
أقسى ما قد يكونُ ربَّما كان
لكنَّني لم أنتبه
فالكثيرُ من حَولي اختفَوا
وأنا لازلتُ أكلّمُهم
لم أنتبه أنَّهُ الصَّدى
يَرتطِمُ بجدرانِ المباني ويعود
ليَخبِرَني بأنَّني آخِرُ من تَبَّقى من ذلكَ الفَصيل.
بلال الجميلي/ بغداد 2023